بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 25 أكتوبر 2013

هزيمة الجيوش العربية في حرب 1973 ـ تدخل مجلس الأمن في إيقاف الحرب (الجزء الثاني)


في ظل اشتداد المعارك على الجبهتين (السورية والمصرية)، أصدر في هذه الأثناء مجلس الأمن قرارا تحت رقم 338 يقضي بتوقيف القتال، وأي نشاط حربي جوي وبري وبحري فورا، والبدء بمفاوضات بين الأطراف المتحاربة. وكانت مصر مجبرة على قبول توقيف القتال بعدما عبرت القوات الإسرائيلية قناة السويس في منطقة الدفرسوار والاستيلاء على أراضٍ جديدة غرب القناة وجنوب الإسماعيلية وشمال وغرب مدينة السويس يومي 22 ـ 23 أكتوبر، ثم ضربت عليها حصارا من كل الجهات، وقطعت خطوط الإمداد على الجيش الثالث الذي أصبح محاصرا من الخلف، وفي مواجهة القوات الإسرائيلية من الأمام. قد يكون هذا أهم سبب جعل دول عدم الانحياز تطلق مبادرة لإنقاذ مصر من الهزيمة، لذلك تقدمت بمشروع إلى مجلس الأمن أصدره تحت رقم 340، ينص على إنشاء قوة دولية لمراقبة وقف القتال وعودة القوات الإسرائيلية إلى حدود 22 أكتوبر، أي قبل عبورها قناة السويس إلى منطقة الدفرسوار. وفي 28 أكتوبر تم فعليا وقف القتال بين إسرائيل والعرب. يأتي قبول مصر لوقف القتال دون تردد أو شروط دلالة على أنها كانت تشعر بالهزيمة، ولذلك قبلت بالقرار الأممي ونفذته اعتبارا من اليوم نفسه، بينما استمر الجيش الإسرائيلي في تنفيذ عمليات قتالية ضد الجيوش العربية الداعمة للقوات المصرية، ما جعل مجلس الأمن يصدر قرارا آخر يلزم إسرائيل بوقف اطلاق النار، والدخول في مباحثات بين الجيشين للفصل بين القوات. ففي مفاوضات الكيلو 101 تم الاتفاق على فتح محادثات من أجل الوصول إلى تسوية دائمة في الشرق الأوسط، وفي محادثات أجريت يوم 11 نوفمبر 73 بين الأطراف المتقاتلة تم الاتفاق على وقف اطلاق النار، وفك الحصار عن مدينة السويس المحاصرة من قبل الجيش الإسرائيلي، وإيصال الامدادات اليومية إليها. وفي بنود التسوية تم الاتفاق بعد إيقاف الحرب استقدام قوات الطوارئ الدولية للفصل بين القوتين. ثم جاءت مرحلة فض الاشتباك الأولي في يناير 1974، والثانية في سبتمبر 1975. ضمن اتفاق ينص على إيقاف جميع العمليات العسكرية، وتحديد المواقع التي تنسحب إليها القوات الإسرائيلية على مساحة 30 كلم شرق القناة، وتخصيص ما يقارب 10كلم عرضا فاصلة بين القوتين مخصصة لمرابطة القوات الدولية. 
في الأول من سبتمبر 1975 تم التوقيع على اتفاق ثان يحدد مواقع كل طرف في صحراء سيناء، بالإضافة إلى الاقرار بأن النزاع في الشرق الأوسط يحل بالوسائل السلمية، ولا يحسم بالقوة العسكرية، وبعد هذه الاتفاقات جاءت في اعقابها زيارة أنور السادات إلى إسرائيل سنة 1977 لإنهاء الحرب بين البلدين بشكل نهائي.
 في 18 سبتمبر 1978 تم عقد مؤتمر كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل برعاية أمريكية، وفي 26 مارس 1979 وقع البلدان المصري والإسرائيلي معاهدة إقامة سلام دائم بين البلدين وانهاء حالة الحرب بينهما مع سحب إسرائيل لقواتها من سيناء إلى الحدود الدولية ضمن جدول زمني مرحلي، في عام 1982 استكمل الانسحاب الإسرائيلي من سيناء ما عدا مدينة طابا التي احتفظت بها إسرائيل، ثم أحيلت القضية على التحكيم الدولي، وفي 30 سبتمبر 1988 أعلنت هيئة التحكيم الدولية  في برلمان جنيف حكمها بأن طابا أرض مصرية. 

عبد الفتاح بن عمار .   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق