بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 6 نوفمبر 2013

التنويم المغناطيسي (ypnos )

 التنويم المغناطيسي (ypnos)

تعريفه

بداية تاريخ التنويم المغناطيسي تعود إلى أولى الحضارات القديمة، عندما كانت عقائدها وديانتها خليطا من السحر والشعوذة، في تلك الأزمنة انتشرت ما كان يعرف بمعابد النوم الشفائي، وكانت تتم من خلاله ممارسة طقوس سحرية، وهتافات وتأملات وإيحاءات متكررة، تحت إيقاعات قرع الطبول. والتعبير بكلمة(hypnosis ترجع إلى أصل يوناني، وتعني النوم بسبب ما تحدثه، من حالة الغيبوبة(ypnos، فالتنويم المغناطيسي هو عبارة عن إخضاع الفرد لحالة استرخاء، ثم إدخاله في حالة شبيهة بالنوم عن طريق تكرار بعض الكلمات أو ممارسة حركات إيحائية أو بواسطة تحديق مركز يؤدي إلى إجهاد عضلات عين العميل وتنويمه، أو باستعمال عقاقير تنويمية.فضلا عن أنه ما زال لحد الآن تستخدمه الأجهزة الأمنية كوسيلة لكشف المجرمين والمطلوبين أمنيا، وللحيلولة دون وقوع بعض العمليات وإفشالها قبل تنفيذها، واتخاذ  إجراءات استباقية لإفشال مخططات تمس أمن الدولة من خلال إيحاءات مصادرها خبراء التنويم المغناطيسي، وهو كذلك ما زال إلى اليوم يستعمل في بعض مسارح السحر والألعاب الاستعراضية كعامل لاستقطاب الجماهير، ولكن بكل تأكيد فإنه يعتبر جزء من السحر الذي يستخدم فيه الجن بطرق متعددة.

قيل أن الطبيب النمساوي (فرانز أنتونميسمير) هو أول من اكتشفه، ووضع له مبادئ عامة، واستخدم تقنية التنويم المغناطيسي عبر الاتصال بالعقل الباطن، ووضع كذلك مفهوما للمغناطيسية والاهتزازات المغناطيسية في العلاج، وذلك في أواخر القرن الثامن عشر، ومنذ ذلك الوقت انتشرت فكرة التنويم المغناطيسي في البلاد الأوروبية وأمريكا.إلا أن الصحيح هو أن التنويم بأشكاله المتعددة كان شائعا في العصور القديمة، ومارسه الرهبان الهنود وكان عبادة روحانية منذ أقدم الأزمان قبل أن يصير طريقة إبداعية علاجية وأداة لكشف أسرار الناس.

تطوره:

من بين الذين طوروا التنويم الإيحائي في العصر الحديث (باندلر وجرندر) صاحبا فكرة (البرمجة اللغوية العصبية) إذ أعادا صياغة جديدة لطرق وأساليب (ملتون إريكسون)،فيما يخص التنويم المغناطيسي الذي من خلاله استعملت كلمات شفهية تؤدي إلى وقوع حالة التنويم أو الغيبوبة للحصول على التأثير المطلوب.

من رحم التنويم المغناطيسي ولدت البرمجة اللغوية العصبية، كما يقر بذلك روّادها، إلا أنها حسبهم تعد أكثر تفوقا وتطورا باعتبارها تتعامل مع كل الأجهزة الجسمانية والنفسية وتتحكم فيها آليا عند إدارة العقل، وبالتالي أصبح جزءا منها يطلق عليه اسم (التنويم المغناطيسي الإريكسوني). والمعروف أن التنويم المغناطيسي التقليدي كان غالبا ما يعتمد في عمله على حاسة السمع بعد إخضاع المريض للتنويم والاسترخاء تحت أصوات الموسيقى الهادئة وما شابه ذلك.

وأما التنويم المغناطيسي الإريكسوني المعدل حسب أقوال (ميرفي) وغيره من أصحاب هذه الطريقة يتطلب إخضاع الشخص لغيبوبة تتم بمؤثرات شفهية وتقنيات أخرى، قد يستعمل في حالاتها التخدير حتى يصير الفرد النائم قابلا للاستسلام وآلة سهلة الاستخدام، لا يبدي أثناء العملية مقاومة ضد الإملاءات الخارجية، وقد تكون قدرته ضعيفة ولا يستطيع نقد الأفكار الموجهة إليه، ومن ثم يكون في أوج الاستسلام التلقائي، راضخا للأمر الواقع والتجاوب كليا مع تأثيرات المنوم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق