بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 24 نوفمبر 2013

موت الحضارة سنة إلهية

موت الحضارة سنة إلهية
قال تعالى: ((وتلك الأيام نداولها بين الناس)).[1]
مدلول الآية الواسع ينطبق على الأفراد والجماعات والدول والحضارات، وكما أن الإنسان الفرد يعيش أياما وسنوات معدودات ثم تنتهي حياته، ويستخلفه غيره، فكذلك الحضارة تعيش عيشة الإنسان، ولكن الفارق بينهما يكمن في مدة البقاء وعمر الحضارة، لأن سنة الله في الأرض كما اقتضت أن يعيش الإنسان في الأرض أيامه المعدودات اقتضت كذلك أن لا تلبث الحضارة أبد الدهر، فهي حضارات تخلف بعضها البعض، حضارة تأتي وأخرى تذهب، حضارة تصعد وأخرى تسقط، وتلك أيام يتداولها الناس فيما بينهم.
 
كل من صعد إلى القمة لم يبق أمامه إلا طريق السقوط الإرادي أو القهري، وهي سنة إلهية في كونه، سارية في خلقه، فبعض الحضارات عمرت مئات السنين كالحضارة البيزنطية والفرعونية، والإسلامية، وبعضها عمر في الأرض عشرات السنين كالحضارة الرومانية والفارسية، وبعضها لم يعمر طويلا. ولكن صعودها وسقوطها كان كله محكوما بالعامل الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والديني والعسكري. وهي عوامل جميعها إذا بدأت واحدة منها تتراجع، كانت إنذار هلاك منتظر. وتلك هي السنن الإلهية تقتضي أن تبنى حضارة على ظهر حضارة أخرى، فإذا كانت الأولى في طريقها إلى السقوط فإن الثانية تكون قد تبعتها في الظهور، وقبل أن تسقط الأولى نهائيا تكون قد خلفتها الثانية.



[1] آل عمران 140

الأربعاء، 6 نوفمبر 2013

التنويم المغناطيسي (ypnos )

 التنويم المغناطيسي (ypnos)

تعريفه

بداية تاريخ التنويم المغناطيسي تعود إلى أولى الحضارات القديمة، عندما كانت عقائدها وديانتها خليطا من السحر والشعوذة، في تلك الأزمنة انتشرت ما كان يعرف بمعابد النوم الشفائي، وكانت تتم من خلاله ممارسة طقوس سحرية، وهتافات وتأملات وإيحاءات متكررة، تحت إيقاعات قرع الطبول. والتعبير بكلمة(hypnosis ترجع إلى أصل يوناني، وتعني النوم بسبب ما تحدثه، من حالة الغيبوبة(ypnos، فالتنويم المغناطيسي هو عبارة عن إخضاع الفرد لحالة استرخاء، ثم إدخاله في حالة شبيهة بالنوم عن طريق تكرار بعض الكلمات أو ممارسة حركات إيحائية أو بواسطة تحديق مركز يؤدي إلى إجهاد عضلات عين العميل وتنويمه، أو باستعمال عقاقير تنويمية.فضلا عن أنه ما زال لحد الآن تستخدمه الأجهزة الأمنية كوسيلة لكشف المجرمين والمطلوبين أمنيا، وللحيلولة دون وقوع بعض العمليات وإفشالها قبل تنفيذها، واتخاذ  إجراءات استباقية لإفشال مخططات تمس أمن الدولة من خلال إيحاءات مصادرها خبراء التنويم المغناطيسي، وهو كذلك ما زال إلى اليوم يستعمل في بعض مسارح السحر والألعاب الاستعراضية كعامل لاستقطاب الجماهير، ولكن بكل تأكيد فإنه يعتبر جزء من السحر الذي يستخدم فيه الجن بطرق متعددة.

قيل أن الطبيب النمساوي (فرانز أنتونميسمير) هو أول من اكتشفه، ووضع له مبادئ عامة، واستخدم تقنية التنويم المغناطيسي عبر الاتصال بالعقل الباطن، ووضع كذلك مفهوما للمغناطيسية والاهتزازات المغناطيسية في العلاج، وذلك في أواخر القرن الثامن عشر، ومنذ ذلك الوقت انتشرت فكرة التنويم المغناطيسي في البلاد الأوروبية وأمريكا.إلا أن الصحيح هو أن التنويم بأشكاله المتعددة كان شائعا في العصور القديمة، ومارسه الرهبان الهنود وكان عبادة روحانية منذ أقدم الأزمان قبل أن يصير طريقة إبداعية علاجية وأداة لكشف أسرار الناس.

تطوره:

من بين الذين طوروا التنويم الإيحائي في العصر الحديث (باندلر وجرندر) صاحبا فكرة (البرمجة اللغوية العصبية) إذ أعادا صياغة جديدة لطرق وأساليب (ملتون إريكسون)،فيما يخص التنويم المغناطيسي الذي من خلاله استعملت كلمات شفهية تؤدي إلى وقوع حالة التنويم أو الغيبوبة للحصول على التأثير المطلوب.

من رحم التنويم المغناطيسي ولدت البرمجة اللغوية العصبية، كما يقر بذلك روّادها، إلا أنها حسبهم تعد أكثر تفوقا وتطورا باعتبارها تتعامل مع كل الأجهزة الجسمانية والنفسية وتتحكم فيها آليا عند إدارة العقل، وبالتالي أصبح جزءا منها يطلق عليه اسم (التنويم المغناطيسي الإريكسوني). والمعروف أن التنويم المغناطيسي التقليدي كان غالبا ما يعتمد في عمله على حاسة السمع بعد إخضاع المريض للتنويم والاسترخاء تحت أصوات الموسيقى الهادئة وما شابه ذلك.

وأما التنويم المغناطيسي الإريكسوني المعدل حسب أقوال (ميرفي) وغيره من أصحاب هذه الطريقة يتطلب إخضاع الشخص لغيبوبة تتم بمؤثرات شفهية وتقنيات أخرى، قد يستعمل في حالاتها التخدير حتى يصير الفرد النائم قابلا للاستسلام وآلة سهلة الاستخدام، لا يبدي أثناء العملية مقاومة ضد الإملاءات الخارجية، وقد تكون قدرته ضعيفة ولا يستطيع نقد الأفكار الموجهة إليه، ومن ثم يكون في أوج الاستسلام التلقائي، راضخا للأمر الواقع والتجاوب كليا مع تأثيرات المنوم.

التنويم المغناطيسي وعمل العقل الباطن

التنويم المغناطيسي وعمل العقل الباطن

يرى ميرفي أن في حال فقدان وعي الشخص، وغياب أحاسيس الحواس الخمسة، فإن قوة العقل الباطن ستخلف كيان الجسم كله، ويؤدي وظائفه بشكل جيد، كما في حالة النوم والنعاس، وأغرب ما قاله بهذا الصدد أن العقل الباطن في إمكانه رؤية كل ما يقع خارج نطاق البصر، والقيام برحلات استكشافية بعيدة خارج الجسم لجلب معلومات تكون في غاية الأهمية، والذي يتأمل أقوال ميرفي وغيره، لا يجد في كلامهم قولا يستند إلى حقيقة من الحقائق الثابتة علميا أو تجريبيا يمكن اتخاذها كقاعدة للبحث أو الدراسة. فمثلا يذكرون في بعض أقوالهم: أن العقل الباطن لا يدرك الأشياء إلا عبر مرسلات العقل الواعي، وبدون هذه الإشارات والوسائط، لا يمكنه الحصول على شيء من المعلومات الخارجية، في حين يزعمون في بعض أقوالهم أنه بوسعه الخروج من البدن أثناء النوم، أوفي حالات أخرى، ومعايشة أحداث كل ما يقع تحت نطاق البصر في غياب الوعي، بل نجدهم يقولون: أنه يتمتع برؤية أبعد من ذلك. إذن، أين القاعدة الثابتة في أقوالهم المتناقضة؟ وكيف نعتبره عقلا باطنا، وفي ذات الوقت له من القدرة ما تجعله يعي الأحداث الخارجية ومشاهدتها بنفسه في غياب وعي الإنسان!!

ولنفرض أن أحدنا خرج عقله الباطن، وصار خارج الجسد أو ذهب إلى مكان بعيد لجلب معلومة من المعلومات كما يزعمون! فكيف يكون حال هذا الشخص الذي خرج عقله، وتركه بلا عقل ؟! بل كيف يمكن معرفة خروج العقل الباطن والحال الذي يكون فيه الإنسان بلا عقل ؟ إنها أسئلة موضوعية لا نجد لها أجوبة مقنعة لدى هؤلاء. ومما لا يستسيغه سليم العقل قولهم: أن العقل الباطن له قدرة كشف المجرمين من أمثال القتلة والمخربين والمطلوبين أمنيا!!

لكن، لعل الأدلة كثيرة في أرض الواقع تبطل أقوالهم، ومن ذلك كون الأجهزة الأمنية التي تستخدم العقل الباطن لديها قوائم بأسماء كثيرة لأشخاص مطلوبين أمنيا في العالم، وقد سخرت أموالا طائلة وجيوشا لا تنام أعينها، واستخدمت كل الإمكانات ذات الاستشعار عن بعد، وما وفرته لها التكنولوجيا الحديثة، ومنها هذا الذي يسمونه العقل الباطن، غير أنه لو كان صحيحا ما يزعمون لاكتشفوا مخابئ هؤلاء المطلوبين من قبل جيوش الغرب، ولو كان لهذا العقل الموهوم وجودا وقدرة الذهاب إلى السماء، أيعجزه أن يذهب إلى جبال مثل جبال (هندوكوش) للعثور على إنسان تتعقبه جيوش العالم من شرقها إلى غربها ؟!

إذن، فكيف يستطيع جلب معلومات من السماء، وقد عجز عن جلبها من مكان ما في الأرض؟ بل كيف عجز عن اكتشاف أماكن أشخاص سخرت أجهزة الاستخبارات العالمية كل إمكاناتها المادية ووضعت جهوزيتها العسكرية للعمل ليل نهار بغية قهر حركة طالبان والحصول على معلومات تقودهم للقبض على من أهانوا أمريكا في عقر دارها، رغم أنهم يتحركون بين منطقة وأخرى ويصدرون أوامرا لأتباعهم من حين إلى حين، ويخططون لتنفيذ عمليات تحدث يوميا في مناطق متفرقة. لم تجد أمريكا التي تعج عيادتها بنظريات العقل الباطن عقلا قادرا على اختراق جدار القاعدة حتى يستريحوا من هواجس قيادتها رغم أنها تعاونت معها جيوش الأطلسي بكاملها، علاوة عن دول إقليمية هي الأخرى قدمت كل أنواع الدعم في جميع المجالات للحصول على إشارة واحدة تدلهم على أماكن وجودهم، فضلا عن تسخيرهم لمخلوقات خفية لعلها هي كذلك تدلهم على شيء ما لتحديد تحركاتهم في سياق تعقب أي أثر لهم، وكل هذا باعتراف صحف غربية.

عبد الفتاح ب. 

أسفار الأناجيل المسيحية مقتبسة من أسفار الديانة الهندوسية (الجزء الثاني )

الديانة الهندية: " وسمع نبي الهنود ناردبمولد الطفل الإلهي كرشنة فذهب وزراه ‏في كوكول وفحص النجوم فتبين له من فحصها أنهمولود إلهي ‏يعبد ". تاريخ الهند. المجلد الثاني, 317

الديانة المسيحية: " ولما ولد يسوع في بيت لحماليهودية في أيام هيرودس الملك إذ ‏المجوس من المشرق قد جاؤوا إلى أورشليم قائلينأين هو المولود ‏ملك اليهود ". متى الاصحاح الثاني عدد 1و2

الديانة الهندية: " لما ولد كرشنة كانناندا خطيب أمه ديفاكي غائبا عن البيت ‏حيث أتى إلى المدينة كي يدفع ما عليه منالخراج للملك". كتاب فشنو بورانا، الفصل الثاني، من الكتاب الخامس

الديانة المسيحية: " ولما ولد يسوعكان خطيب أمه غائبا عن البيت وأتى كي ‏يدفع ما عليه من الخراج للملك." . لوقاالاصحاح الثاني من عدد 1 إلى 17

الديانة الهندية: " ولد كرشنة بحال الذل والفقر مع أنه من عائلة ملوكانية ". كتاب تاريخ الهند‏المجلد الثاني، ص310

الديانة المسيحية: " ولد يسوع بحالة الذل والفقر من أنه من سلالة ملوكانية ". إنجيل متى ولوقا

الديانة الهندية: " وسمع ناندا خطيب ديفاكيوالدة كرشنا نداء من السماء ‏يقول له قم وخذ الصبي وأمه فهربهما إلى كاكول واقطعنهر جمنة ‏لأن الملك طالب إهلاكه ". كتاب فشنو بورانا

الديانة المسيحية: " وأنذر يوسفالنجار خطيب مريم يسوع بحلم كي يأخذ ‏الصبي وأمه ويفر بهما إلى مصر لأن الملك طالبإهلاكه ". متى الاصحاح الثاني، عدد 13

الديانة الهندية: " وسمع حاكم البلاد بولادة كرشنة الطفلالإلهي وطلب قتل ‏الولد وكي يتوصل إلى أمنيته أمر بقتل كافة الأولاد الذكور ‏الذينولدوا في الليلة التي ولد فيها كرشنا ". دوان ص280

الديانة المسيحية: " وسمع حاكم البلاد بولادة يسوعالطفل الإلهي وطلب قتله ‏وكي يتوصل إلى أمنيته أمر بقتل كافة الأولاد الذكور الذين‏ولدوا في الليلة التي ولد فيها يسوع المسيح ". متى الاصحاح الثاني

الديانة الهندية: " واسم المدينةالتي ولد فيها كرشنة , مطرا, وفيها عمل ‏الآيات العجيبة.(تاريخ الهند, المجلدالثاني, ص318, والتنقيبات الآسيوية ". المجلد ‏الاول ص 259

الديانة المسيحية: " واسم المدينة التي هاجرإليها يسوع المسيح في مصر لما ترك ‏اليهودية هي المطرية، ويقال أنه عمل فيها آياتوقوات ‏عديدة " . ‏الرحلاتالمصرية لسفاري، ص136

الديانة الهندية: " كرشنة صلب ومات على الصليب ". الديانات القديمة كوينيو

الديانة المسيحية: " يسوع صلب ومات على صليب ". النصرانية المحرفة

الديانة الهندية: " وثقب جنب كرشنة بحربة ". دوان

الديانة المسيحية: " وثقب جنب يسوع بحربة ". دوان السابق,ص282

الديانة الهندية: " وقال:كرشنة للصياد الذي رماه بالنبلة وهو مصلوب اذهب ‏أيها الصياد محفوفا برحمتي إلىالسماء مسكن الآلهة ". كتاب فشنو برونا

الديانة المسيحية: " وقال يسوع لأحد اللصين الذين صلبامعه : الحق أقول لك ‏إنك اليوم تكون معي في الفردوس ". لوقا , الاصحاح23,عدد43

الديانة الهندية: " ومات كرشنة ثم قام بين الأموات " . دوان

الديانة المسيحية: " ومات يسوع ثمقام من بين الأموات " . إنجيل متى , الاصحاح 28

أسفار الأناجيل المسيحية مقتبسة من أسفار الديانة الهندوسية (الجزء الأول)

الأكيد أن الشعب اليهودي لم يعرف من قبل في معتقداته وعاداته ودينه شيئا  اسمه " التثليث" إلا بعد ظهور المسيحية، التي أخذ أتباعها بحكم التواصل مع كهنة الهنود هذه الفكرة ، كما أخذ المسلمون عنهم فكرة التصوف ووحدة الوجود والحلول، وهي متفرعة من هذا الجذر الأصيل. فالمعروف عن اليهود انهم كانوا يعبدون آلهة عدة ولم يستقر لهم اعتقاد لتوحيد الإله. غير أن فكرة التثليث كانت بمثابة صاعقة سقطت عليهم من السماء. والدلائل كلها تشير إلى أن الأسفار الموجودة في الأناجيل، معظمها موجودة في أسفار الديانة الهندوسية، وخاصة فيما يخص صفات إله الهندوس كرشنا، ويبدو أن أسفار الأناجيل أقتبسها المسيحيون من كتب الديانة الهندوسية بعد اختفاء تعاليم المسيح الحقيقية لأن الديانة الهندوسية كانت قد ظهرت في القرن الثامن قبل الميلاد.   

أشتهرت الديانة الهندوسية بأنها دين بدون إله، أو بدون مؤسس،  وتعاليمها مستوحاة من وحي الجن والشياطين. ولذلك يوجد في أسفارها أسماء كثيرة للشياطين والعفاريت بصفة الذكورة والأنوثة، وتوصف على أنها آلهة تتحكم في عوامل الطبيعة.

وبمقارنة بسيطة لنصوص الديانة النصرانية بنصوص الديانة الوثنية الهندوكية فقد نجد بينهما أوجه تشابه كثيرة في الأقوال والمعتقدات، علاوة عن أنهما يلتقيان في عقيدة الثالوث الإلهي، ( برهمة، فشنو، شيفا ) والنصارى ( الأب والابن والروح القدس). وكذلك إذا قارنا بين ما يقولونه الهنود عن إلههم كرشنا وما يقولونه النصارى عن اليسوع سنجد معظم الأسفار متطابقة لبعضها في الديانتين ومن أمثلة ذلك:

الديانة الهندية: " ولد كرشنا من العذراء ديفاكي التي اختاراها الله والدة لابنه كذا ‏بسبب طهارتها ".كتاب خرافات التوراة والإنجيل وما يماثلها من الديانات الأخرى. لدوان .

الديانة المسيحية: " ولد يسوع من العذراء مريم التي اختارها الله والدة لابنه بسبب ‏طهارتها وعفتها " . انجيل مريم الاصحاح السابع.

الديانة الهندية: " قد مجد الملائكة ديفاكي والدة كرشنا بن الله وقالوا : يحق للكون ان ‏يفاخر بابن هذه الطاهرة ". كتاب تاريخ الهند.

الديانة المسيحية: " فدخل إليها الملاك وقال سلام لك أيها المنعم عليها الرب معك ". لوقا الإصحاح الثالث.

الديانة الهندية: " عرف الناس ولادة كرشنا من نجمه الذي ظهر في السماء ".  "تاريخ الهند , المجلد الثاني.

الديانة المسيحية: " لما ولد يسوع ظهر نجمه في المشرق وبواسطة ظهورنجمة عرف ‏الناس محل ولادته ". متى الإصحاح الثاني , العدد 3.

الديانة الهندية: " لما ولد كرشنا سبحت الأرض وأنارها القمر بنوره وترنمت الأرواح ‏وهامت ملائكة السماء فرحا وطربا ورتل السحاب بأنغام مطربة " . كتاب فشنوا بورانا.  

الديانة المسيحية: " لما ولد يسوع المسيح رتل الملائكة فرحا وسوروا وظهر من ‏السحاب أنغام مطربة ". لوقا الاصحاح الثاني العدد 13.

الديانة الهندية: " كان كرشنا من سلالة ملوكانية ولكنه ولد في غاربحال الذل ‏والفقر ". كتاب دوان .

الديانة المسيحية: " كان يسوع المسيح من سلالة ملوكانية ويدعونه ملك اليهود ‏ولكنه ولد في حالة الذل والفقر بغار ". كتاب دوان.

الديانة الهندية: " وعرفت البقرة أن كرشنا إله وسجدت له ". دوان

الديانة المسيحية: " وعرف الرعاة يسوع وسجدوا له ". إنجيل لوقا الاصحاح الثاني عدد 8

الديانة الهندية: " وآمن الناس بكرشنا واعترفوا بلاهوته وقدموا له هدايا من ‏صندل وطيب ".  الديانات الشرقية.

الديانة المسيحية: " وآمن الناس بيسوع المسيح وقالوا بلاهوته وأعطوه هدايا من ‏طيب ومر ". متى الاصحاح الثاني العدد 2

  عبد الفتاح ب. 

الأناجيل تشهد على نفسها بالتحريف



بعد اختفاء الإنجيل الصحيح الذي دونت فيه أقوال السيد المسيح أخذ كل من استطاع الكتابة من المسيحيين أن يؤلف إنجيلا لنفسه ويجمع فيه الروايات المتداولة بين الناس حتى وصل عدد الأناجيل المؤلفة إلى أربعة وسبعين إنجيلا، وقيل في بعض الروايات أنها وصلت إلى مائة، ويدعي كل مؤلف أن أنجيله هو الأصح.

غير أن الكنيسة رفضت في القرن الرابع ميلادي بمجمع " نيقية " سنة 325م هذا العدد من الأناجيل والكتب التي نسبت بعضها إلى السيد المسيح، ونسبت بعضها الآخر إلى السيدة مريم والحواريين، مثل إنجيل بوطرس وانجيل اندرياه وانجيل يعقوب وإنجيل المصريين والإنجيليين الأربعة: ( يوحنا،مرقس،متى ولوقا  ) وأبقت إلا على الأربعة الأخيرة، رغم أنها من تأليف كبار الحواريين دون أن تقدم مبررا مقنعا لسبب إخفائها.

لحد الآن لا يعرف السر الذي جعل الكنيسة تختار الأناجيل الأربعة عن غيرها، وما زال إلى اليوم من يلقي بالائمة على الكنيسة باعتبارها ارتكبت خطأ كبيرا في اختيارها لبعض الكتب ورفضها للبعض الآخر وحرقه ومعاقبة كل من يوجد عنده نسخة من هذه الأناجيل.

وهكذا اختفت أو أحرقت معظم الأناجيل باستثناء الأربعة المعروفة ولم يسلم منها إلا إنجيل "برنابا " وإنجيل "الأغنسطي" وبعض قصاصات من إنجيل" مريم" وبعض شرائح من إنجيل " برثولماوس " وإنجيل " نيقوديموس " كما عثر على مقتطفات من إنجيل " بطرس " وكتاب أعمال "يوحنا " وإنجيل " الحقيقة " الذي اعتبره بعضهم مزورا بوكريفيا.

في الاصحاح الأول العدد 4 من إنجيل لوقا يؤكد وجود هذه الأناجيل وأن الكثير من أتباع السيد المسيح قاموا بتأليف الأناجيل: " إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا ،كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداما للكلمة،ورأيت أنا أيضا ... أن أكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفيلس،لتعرف صحة الكلام الذي علمت به ".

إذا أجرينا مقارنة بسيطة بين النسخ التي اعتمدتها الكنيسة البروتستانتية والكنيسة الكاثوليكية وجدنا أن بعض الأسفار الموجودة في أناجيل الكنيسة البروتستانتية غير موجودة في أناجيل الكنيسة الكاثوليكية، ولنأخذ على سبيل المثال.

إنجيل متى:

في النسخة البروتستانتية توجد هذه الفقرة: لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد.آمين ". 

في النسخة الكاثوليكية: هذا النص في النسخة غير موجود

في النسخة البروستانتية يوجد هذا النص: " فإن ابن الإنسان جاء لكي يخلص الهالكين".   في النسخة الكاثوليكية: غير موجود

في النشخة البروتستانتية يوجد هذه النص: " لكي يتم ما قيل بالنبي اقتسموا ثيابي بينهم

وعلى لباسي ألقوا قرعة"

في النسخة الكاثوليكية: غير موجود.

أنجيل مرقس:

النسخة البروتستانتية يوجد هذا النص: " من له أذنان للسمع فليسمع " الإصحاح 7 العدد 16

في النسخة الكاثوليكية: غير موجود.

في النسخة البروتستانتية يوجد هذا النص: " حيث دودهم لا يموت،ونارهم لا تطفأ " الإصحاح 9 العدد 44

في النسخة الكاثوليكية: غير موجود.

وهكذا فإن الكثير من الأسفار الموجودة في أناجيل الكنيسة البروتستانتية بعضها غير موجود في أناجيل الكنيسة الكاثوليكية.

وفقا لهذه الأدلة بات مؤكدا أن الأناجيل شهدت على نفسها بأنها تعرضت فعلا للتحريف والزيادة والنقصان. وإذا زعم المسيحيون أن إنجليهم غير محرف، قلنا : أين الإنجيل  الصحيح من بين هذه العشرات الأناجيل أو من بين الأربعة المعتمدة لديكم؟  

الفأل والتطير

الـفأل والتطير

كل المجتمعات سواء كانت متحضرة أو ما زالت تعيش عصر الهمجية بقيت تحتفظ بموروثها القديم ديني أو عقائدي أو أسطوري ،ومن بين المعتقدات فكرة الفأل والتطير.فالمجتمعات الغربية ( المتحضرة) ما زالت اليوم تسيطر عليها فكرة اللعنة والتشاؤم من بعض الحيوانات والطيور والأرقام والأماكن وأيام والأسبوع والشهر والسنة وبعض النجوم والأقمار والكواكب ، وأما المجتمعات التي تعيش في حضيض التخلف فهي منغمسة إلى الأذقان في شعوذة الفأل والتطير ، والمجتمعات الإسلامية رغم أن الدين الحنيف حررها من الاعتقادات الزائفة إلا أنها ما زالت فطورها الصباحي الفأل والتشاؤم.

" من بين الآيات التي ذكر فيها التطير أو التشاؤم قوله تعالى:]قالوا إنا تطيرنا بكم، لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم. قالوا طائركم معكم، أئن ذكرتم، بل أنتم قوم مسرفون[قيل في تفسير معنى التطير الذي ورد ذكره في الآية إن العرب كانت تتيمن بالسانح: وهو الذي يأتي من ناحية اليمين، وتتشاءم بالبارح: وهو الذي يأتي من ناحية الشمال.

وبما أن التطير يبعث في نفوس الناس اليأس والإحباط والخوف من الإقدام على فعل الشيء الذي يعتقد أنه من النحوس، فقد حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم من التصديق بمثل هذه المعتقدات التي تتنافى والتوكل على الله. فقد ورد قوله عليه الصلاة والسلام:)لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر، وفِرَّ من المجذوم كما تفر من الأسد((صحيح البخاري).

وقوله:)لا طِيَرَةَ وخيرها الفأل(، قيل: وما الفأل ؟ قال:)الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم(، وفي حديث آخر:)الكلمة الطيبة((صحيح البخاري).

وقال:)الطيرة من الشرك، وما منا ولكن الله يذهبه بالتوكل((سنن الترمذي)،

وقال:)إن العيافة والطرق والطيرة من الجبت(، أي من الشيطان(مسند أحمد).

وعن أبي حسان قال دخل رجلان من بني عامر على عائشة فأخبراها أن أبا هريرة يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الطيرة من الدار والمرأة والفرس فغضبت فطارت شقة منها في السماء وشقة في الأرض، وقالت: والذي أنزل الفرقان على محمد ما قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم قط . إنما قال:}كان أهل الجاهلية يتطيرون من ذلك{. وفي رواية أخرى: وقرأت قوله تعالى:]ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب[إلى آخر الآية(مسند أحمد). 

إن الأحاديث التي ذكرناها تحذر من التشاؤم وتعتبره من الشرك ومن أعمال الشيطان. وهذه المعتقدات تعد من مخلفات عقائد الأرواح والأشباح والآلهة التي كانت سائدة في العصور القديمة، ومازال من يعتقد بها حتى في المجتمعات الراقية في الوقت الحاضر.

والتطير هو التشاؤم من بعض الأشياء. ومن علامات الفأل السيئ الغراب والهامة (البومة) والعقرب والخفاش والمرآة المكسورة ورؤية الذئب في الصباح. وإذا تعثر الإنسان في الطريق عُدَّ شؤما.

ويقابل الفأل الرديء دلالات مبشرة بالخير وتعد من الفأل الحسن، كرؤية الحمام والحجلة. ودخول حشرة إلى البيت تسمى (بالمبشرة) وهي في حجم الذباب الكبير، يعتقد أنها تحمل أخبارا سارة لأهل البيت.

وهناك أرقام يعتقد أنها من الفأل الحسن كرقم 7 وهو رمز قديم في أساطير الأولين وله علاقة بالأزمنة. وأرقام أخرى توصف بأنها للتشاؤم كالرقم 13 الذي لا يؤخذ به في ترقيم أبواب الفنادق، ويظل في رأي الغرب المسيحي باعثا للنحوس، ويقال في تعليل التطير منه إنه يرمز إلى(يهوذا) الذي خان المسيح في قصة العشاء المقدس، وكان ترتيبه من بين الجماعة الثالث عشر، فندم على خيانته فانتحر.

وقد يكون التشاؤم من بعض أيام الأسبوع كيوم الأربعاء. كما يكون التشاؤم من بعض الألوان: فاللون الأبيض عادة ما يبعث على السرور والتفاؤل، واللون الأسود دائما يرمز إلى التشاؤم ويقترن بالأحزان والمآسي. واللون الأزرق يعد من الألوان التي تبعث على التفاؤل بعد اللون الأبيض. واللون الأحمر يعد من وجهة نظر الناس من الألوان التي ترمز إلى الحب والسعادة، كما يرمز اللون الأخضر إلى الخصوبة. واللون الأصفر يدل برأي مفسري الأحلام على مرض متوقع الحدوث.

وأكثر ما يتطير منه عامة الناس ما يرونه من أحلام مزعجة، ويسود الاعتقاد أنها بمثابة تنبيه لما سيحدث لهم من مصائب.

وهناك من الناس من ينتظر بشوق كبير قراءة أبراجه على صفحات الجرائد والمجلات ويشتريها لهذا الغرض ويظل متعلقا بما وجده ببرجه.

وإذا كان التطير مصدره تلك العقائد القديمة  التي كانت سائدة قبل مئات السنين، فإن الإسلام اعتبرها من الشرك ومن عمل الشيطان كما يتضح من خلال الحديث الذيروي في مسند أحمد:)العيافة والطرق والطيرة من الجبت(، أي من فعل الشيطان.

وقد ورد النهي عن التشاؤم والتطير حتى في الديانات التي سبقت الإسلام، من ذلك ما ورد ذكره في التوراة: فلا تتعلم أن تفعل مثل رجس تلك الأمم. لا يوجد فيكم من يجيز ابنه أو ابنته في النار، ولا من يتعاطى العرافة، ولا عائف ولا متفائل ولا ساحر، ولا من يرقي رقية، ولا من يسأل جانا أو تابعة، ولا من يستشير الموتى".استشارة الموتى فكرة غير صحيحة ،وجل المعتقدات التي تدور في فلك الشعوب الإسلامية مصدرها توراتي.

وتصديق هذه الأشياء منهى عنه كما جاء في الحديث:)من ردته الطيرة من حاجة فقد أشرك(، قيل: يا رسول الله، ما كفارة ذلك ؟ قال:)أن يقول أحدهم: اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك(مسند أحمد.

عبد الفتاح بن عمار

العقل الباطن هو القرين الباطن

يرى أصحاب فكرة العقل الباطن، أن برمجة العقل يمكن أن تتم وفقا لآليات معينة، منها استحضار صورة الشيء الذي يراد رؤيته، يصاحبها سماع أصوات ومناظر طبيعية، وما إلى ذلك من المطالب حتى تستقر الفكرة في عمق العقل الموهوم. وبقليل من التأمل نكتشف تناقضا في أقوالهم، فهم يعتبرون في كثير منها أن العقل الباطن لا يعلم شيئا عمَّا يدور في الواقع الخارجي، وأن وعيه مقتصر على المرسلات المتكررة التي يتلقاها من العقل الواعي. فيما نجد ( ميرفي) يزعم أن العقل الباطن بإمكانه قراءة أفكار الآخرين دون واسطة، أي بإمكانه استخلاف مكان العقل الواعي، ومعرفة أسرار أي شخص بمجرد النظر إليه، وتقدير ما يجول في خاطر الآخرين!

مثل هذه المزاعم كثيرا ما نجدها في كتابات المبرمجين، حيث يؤكدون على صحتها، ومن أمثلة ذلك قولهم: إذا أردت أن تصبح ثريا، فما عليك إلا أن تردد التعاويذ المطابقة لطلبك، كما لو أنك تقول: يا عقلي أجعلني ثريا، يا عقلي أجعلني ثريا... ويردد الطلب لعدة مرات يوميا ويجعلها أذكارا في الصباح والمساء حتى تستقر الفكرة لدى العقل الباطن، وعلى هذا تقاس كل الطلبات التي ينبغي أن ترسل إلى الداخل ليستجيب لها العقل الباطن.

وما يجب الرد به على أوهام لا تقوم على برهان حقيقي، ولا على أعمال مجربة ومؤكدة تفضي إلى تبيان الحقيقة، هو أننا نعتقد في ما يخص بهذه التي تسمى عوالم باطنية، أظهرت نتائجها أن ما يقوم به أصحاب التطبيقات والتقنيات الحديثة، هو السحر نفسه بألوان مختلفة وأسماء جديدة، ولعل هؤلاء في نظري أخطر من السحرة، لأن الساحر قد يستخدم سحره من أجل جمع المال، وهو في معظم الحالات لا يعلم سر ما تفعله الشياطين الساحرة بالمسحور، بينما هدف هؤلاء يمضي بعقول الناس إلى معاطب الهلاك، ويحول الناس إلى عبدة عقول، يهيمون في بيداء الخيال، وأخطر من ذلك أنه يمس قداسة العقل والفكر والدين والعقيدة ويساعد في تصوف العباد، وإنه الخطر الذي يحل صاحبه من قيود الدين ويسلكه في زمرة المستسلمين، ويسير به في طريق غير مأمون، لا يراعى فيه من قواعد السلوك ما ينسجم مع العرف والمألوف، ويزيغه بين الشكوك والأضاليل. وليس في منهجهم شيئا صحيحا غير التشبث بصحة الكرامات التي يمتلكها العقل الباطن، وما يصورونه هؤلاء من امتلاك الحقائق. وأما الذين يروجون لهذه الأفكار من أبناء أمتنا لا شك أنهم ضحايا الإعلام الزائف الذي يريد أن يخلق أجيالا مستنسخة العقول.

إن ما تمخضت عنه أساليب ونتائج هذه التقنية، هي نفس ما تمخض عنه السحر الأسود التقليدي المستخدم من قبل السحرة في كل بلدان العالم.

فالتقاليد المتبعة لدى السحرة تقضي بأن يخاطب الساحر خادمه الروحاني قائلا على سبيل المثال: أيها الخادم أفعل كذا وكذا... ويردد كتابيا أو شفويا هذه العبارة حتى يستجيب له خادم السحر ، وهو أسلوب متبع في طرق أصحاب العقل الباطن والبرمجة اللغوية العصبية،  والمدرب في البرمجة يعتبر ساحرا من دون شك، كونه يردد كلمات سحرية للتأثير على نفوس الأشخاص الذين يخضعون للتنويم أو للبرمجة، وصاروا في حكم المؤكد أنهم مصابون بسحر الساحر المدرب، ومن خلال هذا السحر تتمكن الروح الشريرة من الاستيلاء على عقل العميل كليا، وبرمجة عقله حسب طلب ورغبة المدرب، ويبقى هذا الشخص مسكونا وعقله مغيبا لا يستطيع الخروج عن الإطار الذي حدد له إيحائيا من قبل المدرب، ويظل الشخص المبرمج يتحكم فيه الجني آليا ويسيطر على عقله وفي سلوكه.

وما يزيدنا يقينا على أن هذا الذي يسمونه عقلا باطنا، هو ذلك الشيطان الباطن الذي أكدته نصوص الدين، بحيث وصفه القرآن بالوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس، وبيَّنَ لنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن القرين الجني هو من يقوم بجميع الأدوار التي يحسبها هؤلاء من عمل العقل الباطن قائلا: " ما منكم من أحد إلا وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة، قالوا: وإياك يا رسول الله؟ قال: وإياي، ولكن الله أعانني عليه فاسلم، فلا يأمرني إلا بخير".[1]

وهو من يزين للإنسان أعماله وأفكاره كما قال تعالى: ((وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم)).[2]  

وقد يتبرأ القرناء من أمثال هؤلاء الضالة يوم القيامة كما قال عز وجل: ((قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد)).[3]

وكلمة لا يأمرني إلا بخير في الحديث دلالتها واضحة تعني أنه لا يتجسد للنبي عليه الصلاة والسلام في صفة من الصفات أو يتشكل له في صورة من الصور، وإنما يحدثه حديث النفس، وهذا هو الذي يعتبره هؤلاء عقلا باطنا.

[1] رواه أحمد.

[2] سورة فصلت 25

[3] سورة ق 27
 عبد الفتاح بن عمار  

الاثنين، 4 نوفمبر 2013

مهمة الشيطان في الوجود

إن مشروع الغواية القديم كانت له أبعاده منذ بداية الخليقة ومن اللحظة التي طرد الله إبليس من رحاب رحمته، وأنزله إلى الأرض. نزل وهو يحمل مشروع الغواية والتضليل بين يديه، ومن ضمن هذا المشروع الشيطاني تزييف كل حقيقة من الحقائق في عالم الوجود بدون استثناء وأي شيء من أشياء حياة الإنسان، سواء تعلق الأمر بالدين أو المعتقد أو بأي جانب من جوانب حياة الفرد. ولو سألنا الشيطان وذريته، وقلنا لهم: ما مهمتكم في هذا الوجود ؟ لأجابونا :التزيين، التزييف، التضليل. تلك هي محاور الشياطين الكبرى التي تقوم عليها مهمتهم في العالم الأرضي، ولذلك فإنه الباحث في سيرة الشعوب لا يجد أمة من الأمم كانت على عقيدة سليمة  خالية من التزييف والضلال.

لقد سمح الله لهذا المخلوق أن يفعل ما يشاء ويختار الطريق الذي يريده بمحض إرادته في الحياة الدنيا، وكان الله قادرا على أن يلقي بهذا المخلوق العاصي المتمرد عن شرع الله في الجحيم، ويأتي بغيره وبعباد لا يعرفون العصيان، ولكن شاء ت قدرته أن يكون في مخلوقاته من لا يعرفون الشر والعصيان، وهم الملائكةـ  وشاء الله أن يجعل مقابل ذلك عبادا أعطاهم حرية الاختيار بين الطاعة والعصيان{ فمن شاء منكم فليؤمن ومن شاء منكم فليكفر}، ومنحهم قوة عقلية. هذه القوة قابلة لأن تكون قوة إيمانية إيجابية تحمل في ثنياها كل أنواع  الخير، وقابلة لأن تكون طاقة سلبية مشحونة بكل أنواع الشرور.

لا يعقل أن يقال أن إبليس خلق شريرا، وإنما خلقه الله نسخة بيضاء كغيره وأعطاه عقلا وإرادة وحرية الإختيار، فمن شاء أن يحول هذه النسخة البيضاء إلى سواد فله ذلك، ومن شاء أن يزيد في بياضها فله ذلك. لأن الخالق منحه عقلا يستطيع من خلاله التمييز بين الخير والشر، وله الاختيار،فإن اختار بمحض إرادته فعل الشر وسار على دربه  كان شريرا ، وإن اختار فعل الخير وسار على منهجه كان خيرا. وحين عصى إبليس أمر ربه كان من أبسط الأمور أن يبعثه إلى الجحيم ولكن الله عادل ومن عدله أن أعطاه حرية الاختيار بين السجود للآدم من عدمه.

وعندما يخاطب الله الشيطان بقوله:{ وشاركهم في المال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا } لا يعطي أحدنا أهمية لمعنى هذه الآية، ونمر عليها بقراءة مر الكرام، وغالبا ما نفرغها من معانيها الحقيقية، ولا نتوقف عندها قليلا لنتأمل ونتدبر لمعرفة ما المقصود والحكمة من الآية الكريمة، بل الكثير من الآيات في القرآن حين نريد أن نتجنب الخوض فيها أو قد تجعلنا في موقف لا يعجب غيرنا نعطيها مدلولا حسب أهوائنا وتفسيرا يرضي بعض الفئات المعادية للدين. وكلما أردنا أن نفرغها من معناها الحقيقي ندعي أنها من المجاز القرآني أو أنها نزلت في حق قوم تناسب عصرهم.

فضلا عن أن البعض يعتقد أن هذه الآية بمثابة رخصة من الله للشيطان ليتعقب بني البشر بالمكائد والإغواءات والوساويس، وتتداخل وساوسه في نفوسهم، فيغير من مسار حياتهم بحيث يدفعهم بحيله إلى ارتكاب أعمال لم تكن بإرادتهم.

والمقصود هو أن الله أعطاه رخصة تناسب الطريق الذي اختاره بمحض إرادته، أختار الغواية سبيلا له فكان له ذلك، وطلب أن يكون شريكا للإنسان في المال والولد، فكان له ذلك أيضا، وطلب أن ينظره الله إلى يوم القيامة فلم يكن له ذلك.

والحكمة من ذلك، أن المخلوق العاقل المختار له الحق بأن يفعل ما يشاء في الحياة الدنيا، يؤمن أو يكفر،لا يزيد الله إيمانه شيئا كما لا يضره كفره شيئا، ولكنه لا يعرف مدة حياته ومتى يداهمه الأجل المحتوم، وهو أمر غيبي لا يعلمه إلا علام الغيوب.

قد يدعي البعض أن كلمة " شيطان " كناية عن الشر الذي يكمن في النفس البشرية أو هو بمعنى يرمز إلى كل فعل يتعارض مع الخير والفضيلة، وهو ما يروج له بعض الذين ينتسبون إلى الدين الإسلامي.

غير أن الحقيقة ليست كذلك،ولا يؤيد هذا الرأي لا كتاب ولا سنة. فالشيطان والجن مخلوقات موجودة وهي نصف هذا العالم الذي نعيش فيه.غير أن الآراء الشاذة أصبحت اليوم أكثر قبولا من طرف الذين ينكرون وجود عالم روحاني إلى جانب العالم الإنساني.

وإذا كان هذا الرأي الشاذ صار حجة لبعض من علماء الدين في الوقت الحاضر لإرضاء الملاحدة والعلمانيين، فكيف نفسر قوله تعالى:{ وشاركهم في المال والأولاد}،لمن وجه الخطاب،أللنفس البشرية أم لمخلوق ييعقل وله وله إرادة ؟

عبد الفتاح بن عمار 

السبت، 2 نوفمبر 2013

الإله في الإسلام والديانات الأخرى (هل يمكن التقريب بين الديانات ؟



أهم نقطة تقف عائقا أمام التقارب بين الديانات تكمن في عدم التوافق حول مفهوم الإله .

فالديانة الطاوية ليس في عقيدتها ما يشير إلى وجود إله، وكل ما في الكون أوجدته المصادفة ويقوم على طاقة كونية سالبة موجبة تسير شؤون الكون.

والديانة البوذية تعتقد أن بوذا إله أنسلخ من طبيعته البشرية وأكتسب ملامح إلهية.

وأما الديانة الهندوسية فإن تقول بوجود قدر ممثلا في الكارما والنارفانا يحكم الكون وما فيه حكما جبريا وفيهما يفنى كل شيء.

وأما الديانة العبرية فإنها تنظر إلى الإله (يهوا) على أنه يتصف بملامح بشرية، وتسرى عليه الطبيعة البشرية ما يسري على البشر ، فهو يأكل ويشرب ويجامع النشاء ...

وأما الديانة النصرانية فإنها تنظر إلى الإله على روح تجسد حل في صورة بشر، وهو يجمع  بين أقانيم ثلاثة ( الأب والإبن والروح القدس) .

وأما الإسلام فإنه ينفي عن الإله هذه الصور كلها ويعتبره منزها عن أي صفة من صفات الخلق ( ليس كمثله شيئ ) وكل يوم هو في شأن . وصفاته المذكورة في القرآن صفات مجازية لتقريب المعنى.

فهل يوجد من أصحاب هذه الديانة من يستطيع أن يتنازل عن معتقداته في الإله لصالح دين من الأديان .ما دام جوهر الدين يتمحور في عقيدة الإله .فإن استطاع كل دين التنازل عن مفاهيمه توحدت الديانات .وهذه هي أهم نقطة التي يمكن أن تجمع بينهم أو تفرقهم، واعتقد أنهم لن يتفقوا أبدا.

الجمعة، 1 نوفمبر 2013

ديكتاتورية مجلس الأمن

توجد في هذا المجلس خمسة دول تمتلك حق الفيتو (النقد)، وهي الدول التي خرجت منتصرة في الحرب العالمية الثانية. وينص ميثاق الأمم المتحدة على أنه لا يجوز إصدار قرار من مجلس الأمن إلا إذا اكتملت تسعة أصوات من الأعضاء 15 من بينهم الأعضاء 5 الدائمين. غير أن حق الفيتو الذي يمتلكه الأعضاء الدائمون يعتبر نظاما لا يعكس الحقائق الجيوسياسية الحالية، ويكرس الظلم باستمرار ضد الدول الضعيفة، فبريطانيا وفرنسا لم تعودا قوتين كبيرتين رئيستين اقتصاديا وعسكريا في العالم، وإذا أردنا أن نعرف مفهوم الأمن فإنه يرتبط بإقامة العدل بين شعوب العالم، لأن غاية الحكم هو ضمان الأمن الذي يجعل الحرية السياسية والفكرية ممكنة، ويساعد على التحرر من الخوف الذي هو شرط لأية حرية سياسية.

فمجلس الأمن بتركيبته الحالية يعد نظاما تعسفيا وغير ديمقراطي، ولا يكون عادلا ومنصفا إلا بإلغاء حق النقد الذي هو حق غير شرعي، وبعد ذلك سوف يسود العدل وتكون للأغلبية كلمة ترضي جميع أمم الأرض. فليس من حق أي دولة من الدول الخمسة فرض عقوبات على دول لا تمتلك حق النقد، وليس من حقها كذلك أن تفرض عليها حلولا تعسفية . فالمجتمع الدولي يتكون من دول وشعوب مختلفة، ولا يتكون من خمسة دول تمثل كل شعوب العالم، وهو أداة تستخدم للقمع والقهر ضد الدول المستضعفة. يتصرف في قضايا كثيرة بازدواجية المعايير والمواقف ضمن سياسات المصالح والمساومات على حساب شعوب العالم، وعلى هذا الأساس فهو  هيئة ديكتاتورية لا تنصف أصحاب الحقوق الضائعة، ولا تحقق التوازن الدولي منذ أربعينات القرن الماضي.   

.فقارة إفريقيا مغيبة بالكامل وليس هناك من يمثلها في مجلس الأمن باعتبار دولها ضعيفة، والكثير منها فقيرة، وكذلك لا يوجد من يمثل نصف القارة الجنوبية لأمريكا بالرغم من وجود دول كبيرة مثل البرازيل والأرجنتين. وأستراليا هي كذلك مغيبة في هذا المجلس بالرغم من أنها قارة، بالإضافة إلى أنه لا يوجد من يثمل البلدان الإسلامية والعربية وهم ربع العالم.   

فمنذ أن نشأ مجلس الأمن الذي يملك أعضاؤه حق الفيتو وهم يعبثون بقراراته، تستغلته الولايات دوما لحماية إسرائيل من انتقادات المجتمع الدولي وممارساتها الاستبدادية ضد الشعب الفلسطيني، أو محاولة الحد من الاستيطان أو الحد من أعمال الجيش الإسرائيلي. وأنه لا يمكن بأي حال إصدار قرار من هذا المجلس يدين إسرائيل أو دولة عضوة في المجلس في حال ما إذا اعتدت على دولة من الدول أو انتهكت ما يخالف القوانين الدولية. وبالتالي أصبح الفيتو الأمريكي أداة حماية خاصة بإسرائيل وضد استعادة الشعب الفلسطيني لحقه المغتصب، واليوم أصبحت روسيا تستخدمه من أجل بقاء نظام ديكتاتوري إجرامي يقتل شعبه في سوريا.

فمجلس الأمن على صورته الحالية يحتاج إلى إصلاح عميق يواكب تطور العصر الحديث علميا وثقافيا وسياسيا وإنسانيا، من أجل أن يساهم في استتباب الأمن واستقرار العالم، والارتقاء به ليكون مقبولا من جميع الدول، ويتمتع من قبلها بمصداقية كبيرة، في إطار منظومة الأمم المتحددة، وإزالة عدم الاطمئنان لعمل هذه المؤسسة الدولية، والتشكيك في مصداقيتها، وفقدانه للآلية المتفق عليها، وأن تعامله بالمعايير المزدوجة طيلة خمسين سنة من خلال بعض المواقف المنحازة لطرف دون طرف آخر في عدة قضايا دولية فقدته المصداقية كليا، واستمر على هذه الحال فإن عدم الرجوع إليه هو القرار الأفضل. ومن هذا المنطلق فإن مجلس الأمن أصبح يحتاج إلى معالجة المصداقية التي من مواصفاتها الإيجابية السعي لإقامة نظام جماعي يتميز بالإنصاف والقوة والفعالية، وترسيخ الديمقراطية واحترام سيادة القانون، والتمثيل الواسع الذي يشمل كل أجناس العالم، ولا يمكن أن يقتصر على التمثيل الحالي الذي لا يمثل كل شعوب العالم.

فهو لم يعد مقبولا من قبل جميع دول العالم كهيئة تتمتع بمصداقية كاملة، بل أصبح يتعرض لأزمة ثقة كبيرة على مستوى كل الأصعدة، سواء كانت وظيفية أو بنيوية، أو سياسية، ولذلك فهو يحتاج إلى صيانة جديدة تمنحه صورة مغايرة للوضع الذي ظل عليه منذ نشأته إلى اليوم. لأنه لم يعد يلبي مطالب المجتمع الدولي، ولا باستطاعته أن يتخلص من هيمنة الدول الدائمة التي تفرض باسمه قرارات ارتجالية تصب في مصلحتها بالأساس.             

 ومن أجل مصلحة الدول الدائمة أصبحت هذه المؤسسة المطلقة الصلاحيات تشهد تعارضا في ازدياد دورها على الصعيد الدولي، رغم أن الفقرة السابعة من المادة الثانية لميثاق الأمم المتحدة تقول: ( ليس في هذا الميثاق ما يسوغ للأمم المتحدة أن تتدخل في الشؤون التي تكون من صميم السلطان الداخلي ). لكن الدول صاحبة الفيتو أصبحت تملك حق التدخل الانتقائي والمتحيز في الشؤون الدول الداخلية وعدم التقيد بالقوانين ميثاق الأمم المتحدة والرجوع إليها. ولأسباب عديدة بدأت الكثير من الدول والمؤسسات الحقوقية في العالم تطالب بضرورة إصلاح  مجلس الأمن باعتباره يملك سلطات تجيز له استخدام أعمال تعسفية والإساءة لقانون الأمم المتحدة، وأن تعامله مع بعض القضايا العالمية أثارت اشمئزازا كبيرا لدى الرأي العام العالمي. ومما يثبت أن مجلس الأمن هيئة قمعية تستخدم لمصلحة الأعضاء الخمسة. ما قامت به فرنسا وبريطانيا في افشال قرار لمجلس الأمن بشأن العدوان الثلاثي على مصر، وأبطلت الولايات المتحدة وبريطانيا كل القرار التي تدين ممارسات التمييز العنصري في جنوب إفريقيا في الثمانينات، كما أبطلت الولايات المتحدة كل قرارات مجلس الأمن التي تدين إسرائيل، كما أن الروس والولايات أبطلوا عدة قرارات لمجس الأمن تتعلق بأفغانستان وفيتنام. إذن، فهو مجلس استبدادي ديكتاتوري يمارس الظلم والعدوان على الصعيد العالمي.   
فهذا المجلس يفرض عقوبات قاسية على إيران على خلفية ملفها النووي، والدول المكونة له تعد مستودعا كبيرا للأسلحة النووية والبيولوجية والكيماوية، والمخزون الذي تملكه أي دولة من هذه الدول بإمكانه تدمير الكرة الأرضية عدة مرات.
فلا يعقل أن يحرم دولا بامتلاك تقنية نوويية وأعضاءه يملكون ترسانات بإمكانها إبادة البشرية في ساعات. فهذه مفارقة عجيبة، ولذلك فإن هذا المجلس لا يستطيع أن يشكل نموذجا للسلم والأمن والعدالة والحرية والديمقراطية، وهو في بنية قوانينه يوجد غياب كامل للمساوة والشفافية، ما يصعب عليه اصدار قرارات عادلة، فضلا عن أن الولايات المتحدة وضعت مجلس بعد أحداث 11 سبتمبر أمام خيرين: إما إقراره للخطوط العامة لسياستها. وإما أن تتجاوز وجوده نهائيا، ومن خلال هذا المجلس الذي نصبت نفسها عليه تريد أن تفرض امنها القومي وتصورها للأمن الإقليمي على العالم، فكيف نطلب الأمن والعدل والديمقراطية من مجلس يعتبر من المؤسسات الديكتاتورية في العالم، بخمس دول تتحكم في مصير كل الشعوب.