بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 18 فبراير 2014

أبشع ممارسات القذافي الجنسية

أبشع ممارسات القذافي الجنسية
كشف كتاب " فرائس في حريم القذافي" للكاتبة والصحفية ( آنيك كوجين ) العاملة في جريدة لوموند الفرنسية جوانب مؤلمة ومرعبة لحالات الإغتصاب التي تعرضت لها فتيات صغيرات يبلغن من العمر ما بين 12 إلى 15 سنة على يد القذافي على مدى أربعين سنة من حكمه. وبينت شهادة المغتصبات أن القذافي كان ينتزع الفتيات الصغيرات الجميلات من أهلن انتزاعا، وبعضهن يختطفن من أماكن مختلة من قبل حارساته، وبعضهن يستدرجن إلى باب العزيزية، وهنا يتم اغتصابهن من قبل هذا الوحش المسعور.
 وكشف الكتاب جوانب كثيرة من الأسرار التي لا يعرفها الشعب الليبي عما كان يحدث في باب العزيزية وإقامته في سرت، وهي أماكن كانت مخصصة للإغتصاب والاستغلال الجنسي البشع، ووكرا لممارسة الشذوذ الجنسي مع الغلمان. فباب العزيزية كان عبارة عن حريم تعيش فيه مئات النساء وفقا لأهوائه ورغباته وشهواته جيء معظمهن من طريق اللجان الثورية، وبعد اغتصابهن لم يعد لديهن مخرج سوى البقاء لاشباع رغباته الجنسية ، وجمبعهن أجبرهن على شرب الخمر وتعاطي المخدرات والتدخين الذي وفره لهن بالمجان.  

ومن يقرأ فصول الكتاب كذلك يتأكد أن القذافي كان شيطانا في ثوب إنسان، لا يحمل في نفسه ذرة من الإنسانية، فقد كان ينادي بحقوق المرأة، وهو أول من داس على كرامتها وانتهك عرضها، وأذلها، ومنعها من حقوقها، ولم يرد لها إلا تـكون مخلوقا لإشباع رغباته الجنسية. كما بين الكتاب زيف الثورة التي فرضها على الشعب طيلة هذه المدة. فضحايا الاغتصاب في باب العزيزية ومقره في سرت كانوا بالمئات وليست بالعشرات، بل وحسب تحقيق أجرته قناة ألمانية فإنها قدرت ضحايا الاغتصاب الجنسي بآلاف النساء من مختلف الطبقات ـ ليبيات وأجنبيات من عدة دول أوروبية وإفريقية وأسيوية وأمريكية ـ. 
لقد خصص فرقا تسمى " مكتشفو المواهب " تبحث عن الفتيات الجميلات في المدارس والثانويات والجامعات وصالونات الحلاقة والأعراس، ثم يتم اختطاف المرأة التي وقع اختيارهم عليها وأخذها إلى باب العزيزية وتقديمها قربانا لوحش القذافي. وموضوع الحديث عن مآسي القذافي على عهد الدولة الحديثة بعد الثورة يعد محرما، لأن الليبيين يحاولون غسل أثار استبداده، ولا يريدون من يذكرهم بماضٍ أليم، وعقود من الجحيم، وعار افتك بكثير من العائلات، دفعوا على مدى عقود  أثمان أعراضهم وحرماتهم نساءهم، وفلذات أكبادهم في أقبية باب العزيزية.

بعد صدور الكتاب صدم الكثير من هول ما كان يحدث في مقرات القذافي، وقد تحدثت صاحبة الكتاب إلى عدة قنوات فرنسية وأكدت على صحة كل الاعترافات والشهادات التي ذكرتها في كتابها، لبنات تعرضن للخطف والاغتصاب والضرب والإهانات وحتى الحبس من قبل القذافي.
تصف الكاتبة لقاءها بالنساء اللاتي وجدن أنفسهن في حريم هذا القائد بالصدفة،  ولكنها عثرت على القليل ممن تحدثن عن ما وقع لهن من استعباد جنسي. وتستشهد بإحدى الشاهدات في اعترافاتها أنه كان يمارس الإغتصاب كهواية يومية، منها ما تكون فردية، ومنها ما تكون جماعية. وقد أجبر بعض وزرائه على ممارسة الشذوذ الجنسي معه، حتى يستطيع ابتزازهم في نسائهم وبناتهم. ويؤيد شهادة الصحافية الفرنسية  عبدالرحمن شلقم وزير الخارجية الليبي الأسبق الذي قال في حوار أجرته معه إحدى القنوات أنه كان شاذا جنسيا ( سالب وموجب). وهو ما أكدته عدة مغتصبات.

تقول الكاتبة: في غرف صغيرة بالطوابق السفلية كانت توجد العديد من الحريم المستعبدات، يتوافدن عليه بلباس داخلي طوال اليوم كونهن لا يعلمن متى يستدعهن إلى المضاجعة بالليل والنهار. وأنه كان يعتبر الإغتصاب سلاحا من أسلحة السلطة للسيطرة على النساء والرجال من خلال ممارسة الجنس مع نسائهم وبناتهم، واستخدم الوسائل نفسها مع رؤساء القبائل والديبلوماسيين والعسكريين لإرضاخهم. كما أنه مارس الجنس مع العديد من نساء وبنات رؤساء دول إفريقية بعد إغرائهن بأموال كثيرة وحقائب مليئة بالجواهر الثمينة، وبعد ما تمكن السيطرة على نسائهم كان يشعر أنه أصبح ملك ملوك إفريقيا.

وحسب شهادة الضحيات فإن الحارسة مبروكة الشريف كانت تقوم بدور الوسيط بين القذافي وغيره، والإيقاع برجال النظام، ومكلفة بجلب النساء من الداخل والخارج لاشباع رغباته الجنسية من النساء والغلمان، وترافقه في كل زيارته ورحلاته. كما أنها عادة ما كانت تقوم بزيارة إلى بلدان خارجية مثل باريس وتقيم في أفخر الفنادق لاصطياد النساء والبنات الجميلات، وبعد إغرائهن بالأموال تقوم بترحيلهن مباشرة إلى مقر باب العزيزية بليبيا. وقد بحثت في عشرات المواقع والمقالات والفيديوهات التي تتكلم عن حارسات القذافي لعلي أعثر على صورة لمبروكة الشريف، فتبين لي أنه لا توجد لها صورة ما بين الحارسات التي تظهر رفقة القذافي. ولكن بالصدفة عثرت على تحقيق أجرته قناة ألمانية حول الحارسات يظهر وجه الحارسة مبروكة، وهي بيضاء الوجه وليست الحارسة السمراء التي عادة ما يشار على أنها مبروكة. كما أدلت الشاهدات أنها الشخص الوحيد الذي كان يخاف منها القذافي. وأنها كانت تزور الدجالين والسحرة في عدة بلدان إفريقية لكسب قوة السيطرة على القذافي ومن خلال ذلك استطاعت التأثير على عقله والتصرف فيه كيف تشاء، ولكن لم يمنعها ذلك من تلبية رغباته الجنسية.

 وقالت المقدم عائشة عبد السلام كبيرة الضابطات الحارسات وعضوة الحرس الثوري ومسئولة الحارسات: " لقد سحرت مبروكة الشريف القذافي بهدف جلبه إليها، لأنها كانت تشعر بغيرة قاتلة نحو الممرضات الأوكرانيات، وخاصة الممرضة الشقراء غالينا التي كانت على علاقة غرامية بالقذافي من أول يوم رآها، فقررت الانتقام منه بالسحر، رغم أنها كانت تحظى بمكانة متميزة عنده، ويصطحبها في كل رحلاته الداخلية والخارجية، ويترك لها حرية اتخاذ القرارات بنفسها بشأن الحارسات، ويعتبرها من أفضلهن، ولكن الغيرة التي ألهبت النار في قلبها جعلتها تستحدم السحر لإيقاعه في غرامها. وبالسحر استطاعت أن تمحو عقله حتى أنه بدأت تظهر عليه قبل قتله علامات الهلوسة، وكان وينطق كالمجانين بألفاظ غير مفهومة، وإذا تكلم تعلثم لسانه، وتصرف بشكل لآإرادي. وأصبح مسخرة أمام شعبه.
  
وتقول الشاهدات أنه كان يوجد في قصر باب العزيزية حوالى 1000 امرأة وفتاة بدعوى كونهن يشغلن حارسات، إلا أن الحقيقة التي اكتشفت بعد الثورة أن تلك النسوة كن أبعد شيء عن حراسته، إنما كانت محبوسات للمتعة والاستعباد الجنسي. وأكدت إحدى ضحيات الاغتصاب وتسمى " خديجة " أنه كان في بعض الأيام يفض بكارات 4 فتيات في اليوم. مثلما كان على عهد خلفاء الدولة الأموية والعباسية والعثمانية الذين احتجزوا عشرات الآلاف من سبايا الحروب وحولوهن إلى جاريات لاشبعاع رغباتهم الجنسية.

وكان هذا القائد الشاذ يكلف حارساته باختطاف أو أخذ بالقوة كل فتاة وضع يده على رأسها من الجامعات والمدارس والأماكن التي يزورها، وهي إشارة للحرس الخاص على أن الفتاة قد أعجبته واشتهتها نفسه. كما أنشأ دائرة حكومية لتزويده بالنساء، ويرسل حارساته الخاصة إلى المعاهد والمدارس والسفارات لاختطاف النساء واحضارهم إلى مقر القذافي، ولا يتكلم أهلهن خشية الموت والفضيحة. ثم يخضعن لفحوصات الدم من طرف ممرضات أوكرانيات ( غالينا أو ايلينا أو كلوديا) قبل اغتصابهن، للتأكد من أنهن غير مصابات بمرض السيدا. ويقع اختيار بعض ضحاياه من عامة النساء، وبعضهن من المغنيات والراقصات وعارضات الأزياء وزوجات رؤساء الدول المجاورة اللواتي أغدغ عليهن بآلاف الدولارات وحقائب ممتلئة بالجواهر الثمينة أثناء زيارتهن إلى قصره.  

وقد جمع د. محمد الباز في كتابه ( مجنون ليبيا القذافي من العجز الجنسي إلى الفشل السياسي) وهو موجود على النت يمكن تحميله: " شهادات لسياسيين ودبلوماسيين مصريين عرفوا العقيد  عن قرب، أكدوا له أن الرجل كان شاذا جنسيا، ومنحرفا بشكل كامل ".

وفي السياق نفسه يقول الباز في كتاب يحمل عنوان ( العاجز الذي هتك عرض النساء): مغامراته الجنسية أكثر من أن تعد أو تحصى... لم يكن القذافى يحترم النساء، كان يتعامل معهن كأداة فقط يفرغ فيهن أرقه الجنسى، ثم بعد ذلك لا شىء على الإطلاق، لكن المفاجأة التى كشفتها كثيرات ممن اغتصبهن القذافى أنه لم يكن يستثنى الذكور من رغباته، وهى دلالة على أن الرجل كان شاذا جنسيا. ولم يكن أحد يتصور أن معمر القذافى وصل بانحطاطه الجنسى إلى درجة تتنافى معها كل درجات الإنسانية والاحترام. ويكشف أنه أراد أن تزوره فنانة مصرية معروفة، وعندما ذهبت إليه أجرى عليها فحص الإيدز، وأنها ظلت فى انتظار النتيجة ثلاثة أيام، حتى تأكد من أنها غير مصابة بالسيدا، وبعدها أدخلها القذافى إلى مخدعه، الذى لم تخرج منه إلا بعد أن منحته ما يريد، وحصلت هى على كل ما تريد.

وروى لها رئيس تحرير أسبوعية ليبيا الجديدة محمود المصراتي قصة طالبة كانت تدرس الطب في جامعة طرابلس، أن القذافي أثناء زيارته للجامعة وضع يده على رأسها، فجاء حرسه الشخصي في اليوم الموالي إلى بيتها وتم إخطارها بأن القذافي اختارها لتنضم إلى مجموعة حارساته، فرفضت العائلة، ثم بدأ شقيقها يتعرض للتهديدات الأمن، ما دفعها إلى قبول لقاء القذافي الذي اغتصبها وعزلها طيلة أسبوع، ثم منحها مبلغا من المال وتخلى عنها، ولما عرف والدها الحقيقة رفض استقبالها بسبب الإذلال والمهانة، وتخلت عن الدراسة ، وكان ذلك سبب ضياعها وأصبحت تشتغل في بزنس السيارات وتعيش من التجارة بجسدها.
وذكر لها قصة ثانية نقلا عن ابنة جنرال في الجيش. في إحدى الأيام جاءت ثلاث حارسات القذافي إلى منزل الجنرال، ونقلن إلى زوجته دعوة من صفية زوجة القذافي لحفل استقبال نسائي. شك الجنرال في الأمر، لأنه لم يسمع بالحفل، ولا يحب أن تذهب زوجته إلى باب العزيزية، خصوصا أنها كانت رائعة الجمال. إحدى الحارسات اتصلت برقم ومدت هاتفها الخليوي إلى الجنرال، فكانت مبروكة على الخط فقالت له: " القائد يمنحك شرفا عظيما، لأنه يعرف أنك وفي له، ويعتبرك ثوريا حقيقيا ". ترك الجنرال زوجته تذهب، وعندما عادت كان يبدو عليها أنها غريبة الأطوار. بعد ذلك توالت الدعوات، خصوصا بغياب الجنرال. وذات يوم عادت الزوجة وجيبها مفاتيح شقة فاخرة. ادعت أن صديقتها زوجة العقيد اهدتها لها. انتقلت الأسرة إلى الشقة الجديدة وتغيرت ظروف حياتها.
ذات يوم زارتها مبروكة ومعها دعوة هذه المرة من عائشة (ابنة القذافي) إلى ابنة الجنرال. فشعرت الزوجة بالهلع بينما كانت ابنتها تكاد تطير من الفرح، وقال لها: الحفل هذا المساء. ثم سلمت لها حقيبة مملوءة بالفساتين، وكل ما تحتاج إليه الشابة لتكون جاهزة. راقبت الزوجة ابنتها وهي تخرج إلى نهايتها، واضطرت أن تخبر زوجها الجنرال الذي أصيب بذبحة قلبيةمميتة جراء ما سمعه في باب العزيزية، وكان العقيد بانتظار البنت، ورد على استفسارها " أنا عائشة ". وقام باغتصابها كما اغتصب المئات الصغيرات قبلها.  

وتحدثت امرأة أطلقت على نفسها "ليبيا " أنها لما ألتحقت باللجان الثورية تدربت على النظام المرصوص، وكانت تعتقد أن القذافي محق بمراهنته على تعليم النساء لتحطيم القيود، وفي عشية العر ض العسكري من سبتمبر من عام 1979، أخبروها أن القائد يريد استقبال المشاركات في العرض العسكري، ليوجه التحية لهن. فتوجهت مع عشر  من الفتيات إلى مقر إقامته، وبعد استقبالهن طلب القذافي من المناضلات اللاتي رافقن مجموعة الفتيات من إحداهن وعمرها 15 سنة الإلتحاق بالقائد، إذ دخلت إلى غرفته مملوءة بالفرح وخرجت حزينة، والجميع صدم من المشهد.
وتقول ليبيا خلال زيارة العقيد إلى بنغازي جاءت ذات مساء مجموعة من الناشطات لمرافقتها إلى مقر إقامته، ثم أجبرنها في مقره على التعري ودفعنها إلى غرفته بالرغم من بكائها وتوسلها، لكنه اغتصبها دون أن يتفوه لها بكلمة، ثم طردها من الغرفة. ولم تخبر أهلها بشيء عما حدث لها، ومع مرور الأيام بدأت تنهار وتثير قلق أهلها، فظنوا أنها مغرمة، فزوجوها بشخص دون علمها، وعندما أكتشف الزوج حقيقتها طلقها.
بعد دخول الثوار طرابلس اكتشفوا وجود شقة سرية بالجامعة تقع تحت القاعة الخضراء التي كان يحاضر فيها، وهي تتكون من غرفة للنوم وصالون وحمام وجناح مخصص لفحوصات النساء، وعثر على أقراص مضغوطة تتضمن تسجيلات لاعتدات جنسية نفذها القذافي، وتم كذلك اكتشاف شبكات مراقبة في الجامعات أنشأتها اللجان الثورية، ووجدوا سجنا هو عبارة عن مجموعة من الحاويات ومكتبا لرئيس جهاز المخابرات عبد الله سنوسي، أدراجه  ممتلئة بملفات تتضمن معلومات عن الطلبة والأساتذة، وقائمة تتضمن الأشخاص الذين تقرر التخلص منهم.


الأحد، 24 نوفمبر 2013

موت الحضارة سنة إلهية

موت الحضارة سنة إلهية
قال تعالى: ((وتلك الأيام نداولها بين الناس)).[1]
مدلول الآية الواسع ينطبق على الأفراد والجماعات والدول والحضارات، وكما أن الإنسان الفرد يعيش أياما وسنوات معدودات ثم تنتهي حياته، ويستخلفه غيره، فكذلك الحضارة تعيش عيشة الإنسان، ولكن الفارق بينهما يكمن في مدة البقاء وعمر الحضارة، لأن سنة الله في الأرض كما اقتضت أن يعيش الإنسان في الأرض أيامه المعدودات اقتضت كذلك أن لا تلبث الحضارة أبد الدهر، فهي حضارات تخلف بعضها البعض، حضارة تأتي وأخرى تذهب، حضارة تصعد وأخرى تسقط، وتلك أيام يتداولها الناس فيما بينهم.
 
كل من صعد إلى القمة لم يبق أمامه إلا طريق السقوط الإرادي أو القهري، وهي سنة إلهية في كونه، سارية في خلقه، فبعض الحضارات عمرت مئات السنين كالحضارة البيزنطية والفرعونية، والإسلامية، وبعضها عمر في الأرض عشرات السنين كالحضارة الرومانية والفارسية، وبعضها لم يعمر طويلا. ولكن صعودها وسقوطها كان كله محكوما بالعامل الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والديني والعسكري. وهي عوامل جميعها إذا بدأت واحدة منها تتراجع، كانت إنذار هلاك منتظر. وتلك هي السنن الإلهية تقتضي أن تبنى حضارة على ظهر حضارة أخرى، فإذا كانت الأولى في طريقها إلى السقوط فإن الثانية تكون قد تبعتها في الظهور، وقبل أن تسقط الأولى نهائيا تكون قد خلفتها الثانية.



[1] آل عمران 140

الأربعاء، 6 نوفمبر 2013

التنويم المغناطيسي (ypnos )

 التنويم المغناطيسي (ypnos)

تعريفه

بداية تاريخ التنويم المغناطيسي تعود إلى أولى الحضارات القديمة، عندما كانت عقائدها وديانتها خليطا من السحر والشعوذة، في تلك الأزمنة انتشرت ما كان يعرف بمعابد النوم الشفائي، وكانت تتم من خلاله ممارسة طقوس سحرية، وهتافات وتأملات وإيحاءات متكررة، تحت إيقاعات قرع الطبول. والتعبير بكلمة(hypnosis ترجع إلى أصل يوناني، وتعني النوم بسبب ما تحدثه، من حالة الغيبوبة(ypnos، فالتنويم المغناطيسي هو عبارة عن إخضاع الفرد لحالة استرخاء، ثم إدخاله في حالة شبيهة بالنوم عن طريق تكرار بعض الكلمات أو ممارسة حركات إيحائية أو بواسطة تحديق مركز يؤدي إلى إجهاد عضلات عين العميل وتنويمه، أو باستعمال عقاقير تنويمية.فضلا عن أنه ما زال لحد الآن تستخدمه الأجهزة الأمنية كوسيلة لكشف المجرمين والمطلوبين أمنيا، وللحيلولة دون وقوع بعض العمليات وإفشالها قبل تنفيذها، واتخاذ  إجراءات استباقية لإفشال مخططات تمس أمن الدولة من خلال إيحاءات مصادرها خبراء التنويم المغناطيسي، وهو كذلك ما زال إلى اليوم يستعمل في بعض مسارح السحر والألعاب الاستعراضية كعامل لاستقطاب الجماهير، ولكن بكل تأكيد فإنه يعتبر جزء من السحر الذي يستخدم فيه الجن بطرق متعددة.

قيل أن الطبيب النمساوي (فرانز أنتونميسمير) هو أول من اكتشفه، ووضع له مبادئ عامة، واستخدم تقنية التنويم المغناطيسي عبر الاتصال بالعقل الباطن، ووضع كذلك مفهوما للمغناطيسية والاهتزازات المغناطيسية في العلاج، وذلك في أواخر القرن الثامن عشر، ومنذ ذلك الوقت انتشرت فكرة التنويم المغناطيسي في البلاد الأوروبية وأمريكا.إلا أن الصحيح هو أن التنويم بأشكاله المتعددة كان شائعا في العصور القديمة، ومارسه الرهبان الهنود وكان عبادة روحانية منذ أقدم الأزمان قبل أن يصير طريقة إبداعية علاجية وأداة لكشف أسرار الناس.

تطوره:

من بين الذين طوروا التنويم الإيحائي في العصر الحديث (باندلر وجرندر) صاحبا فكرة (البرمجة اللغوية العصبية) إذ أعادا صياغة جديدة لطرق وأساليب (ملتون إريكسون)،فيما يخص التنويم المغناطيسي الذي من خلاله استعملت كلمات شفهية تؤدي إلى وقوع حالة التنويم أو الغيبوبة للحصول على التأثير المطلوب.

من رحم التنويم المغناطيسي ولدت البرمجة اللغوية العصبية، كما يقر بذلك روّادها، إلا أنها حسبهم تعد أكثر تفوقا وتطورا باعتبارها تتعامل مع كل الأجهزة الجسمانية والنفسية وتتحكم فيها آليا عند إدارة العقل، وبالتالي أصبح جزءا منها يطلق عليه اسم (التنويم المغناطيسي الإريكسوني). والمعروف أن التنويم المغناطيسي التقليدي كان غالبا ما يعتمد في عمله على حاسة السمع بعد إخضاع المريض للتنويم والاسترخاء تحت أصوات الموسيقى الهادئة وما شابه ذلك.

وأما التنويم المغناطيسي الإريكسوني المعدل حسب أقوال (ميرفي) وغيره من أصحاب هذه الطريقة يتطلب إخضاع الشخص لغيبوبة تتم بمؤثرات شفهية وتقنيات أخرى، قد يستعمل في حالاتها التخدير حتى يصير الفرد النائم قابلا للاستسلام وآلة سهلة الاستخدام، لا يبدي أثناء العملية مقاومة ضد الإملاءات الخارجية، وقد تكون قدرته ضعيفة ولا يستطيع نقد الأفكار الموجهة إليه، ومن ثم يكون في أوج الاستسلام التلقائي، راضخا للأمر الواقع والتجاوب كليا مع تأثيرات المنوم.

التنويم المغناطيسي وعمل العقل الباطن

التنويم المغناطيسي وعمل العقل الباطن

يرى ميرفي أن في حال فقدان وعي الشخص، وغياب أحاسيس الحواس الخمسة، فإن قوة العقل الباطن ستخلف كيان الجسم كله، ويؤدي وظائفه بشكل جيد، كما في حالة النوم والنعاس، وأغرب ما قاله بهذا الصدد أن العقل الباطن في إمكانه رؤية كل ما يقع خارج نطاق البصر، والقيام برحلات استكشافية بعيدة خارج الجسم لجلب معلومات تكون في غاية الأهمية، والذي يتأمل أقوال ميرفي وغيره، لا يجد في كلامهم قولا يستند إلى حقيقة من الحقائق الثابتة علميا أو تجريبيا يمكن اتخاذها كقاعدة للبحث أو الدراسة. فمثلا يذكرون في بعض أقوالهم: أن العقل الباطن لا يدرك الأشياء إلا عبر مرسلات العقل الواعي، وبدون هذه الإشارات والوسائط، لا يمكنه الحصول على شيء من المعلومات الخارجية، في حين يزعمون في بعض أقوالهم أنه بوسعه الخروج من البدن أثناء النوم، أوفي حالات أخرى، ومعايشة أحداث كل ما يقع تحت نطاق البصر في غياب الوعي، بل نجدهم يقولون: أنه يتمتع برؤية أبعد من ذلك. إذن، أين القاعدة الثابتة في أقوالهم المتناقضة؟ وكيف نعتبره عقلا باطنا، وفي ذات الوقت له من القدرة ما تجعله يعي الأحداث الخارجية ومشاهدتها بنفسه في غياب وعي الإنسان!!

ولنفرض أن أحدنا خرج عقله الباطن، وصار خارج الجسد أو ذهب إلى مكان بعيد لجلب معلومة من المعلومات كما يزعمون! فكيف يكون حال هذا الشخص الذي خرج عقله، وتركه بلا عقل ؟! بل كيف يمكن معرفة خروج العقل الباطن والحال الذي يكون فيه الإنسان بلا عقل ؟ إنها أسئلة موضوعية لا نجد لها أجوبة مقنعة لدى هؤلاء. ومما لا يستسيغه سليم العقل قولهم: أن العقل الباطن له قدرة كشف المجرمين من أمثال القتلة والمخربين والمطلوبين أمنيا!!

لكن، لعل الأدلة كثيرة في أرض الواقع تبطل أقوالهم، ومن ذلك كون الأجهزة الأمنية التي تستخدم العقل الباطن لديها قوائم بأسماء كثيرة لأشخاص مطلوبين أمنيا في العالم، وقد سخرت أموالا طائلة وجيوشا لا تنام أعينها، واستخدمت كل الإمكانات ذات الاستشعار عن بعد، وما وفرته لها التكنولوجيا الحديثة، ومنها هذا الذي يسمونه العقل الباطن، غير أنه لو كان صحيحا ما يزعمون لاكتشفوا مخابئ هؤلاء المطلوبين من قبل جيوش الغرب، ولو كان لهذا العقل الموهوم وجودا وقدرة الذهاب إلى السماء، أيعجزه أن يذهب إلى جبال مثل جبال (هندوكوش) للعثور على إنسان تتعقبه جيوش العالم من شرقها إلى غربها ؟!

إذن، فكيف يستطيع جلب معلومات من السماء، وقد عجز عن جلبها من مكان ما في الأرض؟ بل كيف عجز عن اكتشاف أماكن أشخاص سخرت أجهزة الاستخبارات العالمية كل إمكاناتها المادية ووضعت جهوزيتها العسكرية للعمل ليل نهار بغية قهر حركة طالبان والحصول على معلومات تقودهم للقبض على من أهانوا أمريكا في عقر دارها، رغم أنهم يتحركون بين منطقة وأخرى ويصدرون أوامرا لأتباعهم من حين إلى حين، ويخططون لتنفيذ عمليات تحدث يوميا في مناطق متفرقة. لم تجد أمريكا التي تعج عيادتها بنظريات العقل الباطن عقلا قادرا على اختراق جدار القاعدة حتى يستريحوا من هواجس قيادتها رغم أنها تعاونت معها جيوش الأطلسي بكاملها، علاوة عن دول إقليمية هي الأخرى قدمت كل أنواع الدعم في جميع المجالات للحصول على إشارة واحدة تدلهم على أماكن وجودهم، فضلا عن تسخيرهم لمخلوقات خفية لعلها هي كذلك تدلهم على شيء ما لتحديد تحركاتهم في سياق تعقب أي أثر لهم، وكل هذا باعتراف صحف غربية.

عبد الفتاح ب. 

أسفار الأناجيل المسيحية مقتبسة من أسفار الديانة الهندوسية (الجزء الثاني )

الديانة الهندية: " وسمع نبي الهنود ناردبمولد الطفل الإلهي كرشنة فذهب وزراه ‏في كوكول وفحص النجوم فتبين له من فحصها أنهمولود إلهي ‏يعبد ". تاريخ الهند. المجلد الثاني, 317

الديانة المسيحية: " ولما ولد يسوع في بيت لحماليهودية في أيام هيرودس الملك إذ ‏المجوس من المشرق قد جاؤوا إلى أورشليم قائلينأين هو المولود ‏ملك اليهود ". متى الاصحاح الثاني عدد 1و2

الديانة الهندية: " لما ولد كرشنة كانناندا خطيب أمه ديفاكي غائبا عن البيت ‏حيث أتى إلى المدينة كي يدفع ما عليه منالخراج للملك". كتاب فشنو بورانا، الفصل الثاني، من الكتاب الخامس

الديانة المسيحية: " ولما ولد يسوعكان خطيب أمه غائبا عن البيت وأتى كي ‏يدفع ما عليه من الخراج للملك." . لوقاالاصحاح الثاني من عدد 1 إلى 17

الديانة الهندية: " ولد كرشنة بحال الذل والفقر مع أنه من عائلة ملوكانية ". كتاب تاريخ الهند‏المجلد الثاني، ص310

الديانة المسيحية: " ولد يسوع بحالة الذل والفقر من أنه من سلالة ملوكانية ". إنجيل متى ولوقا

الديانة الهندية: " وسمع ناندا خطيب ديفاكيوالدة كرشنا نداء من السماء ‏يقول له قم وخذ الصبي وأمه فهربهما إلى كاكول واقطعنهر جمنة ‏لأن الملك طالب إهلاكه ". كتاب فشنو بورانا

الديانة المسيحية: " وأنذر يوسفالنجار خطيب مريم يسوع بحلم كي يأخذ ‏الصبي وأمه ويفر بهما إلى مصر لأن الملك طالبإهلاكه ". متى الاصحاح الثاني، عدد 13

الديانة الهندية: " وسمع حاكم البلاد بولادة كرشنة الطفلالإلهي وطلب قتل ‏الولد وكي يتوصل إلى أمنيته أمر بقتل كافة الأولاد الذكور ‏الذينولدوا في الليلة التي ولد فيها كرشنا ". دوان ص280

الديانة المسيحية: " وسمع حاكم البلاد بولادة يسوعالطفل الإلهي وطلب قتله ‏وكي يتوصل إلى أمنيته أمر بقتل كافة الأولاد الذكور الذين‏ولدوا في الليلة التي ولد فيها يسوع المسيح ". متى الاصحاح الثاني

الديانة الهندية: " واسم المدينةالتي ولد فيها كرشنة , مطرا, وفيها عمل ‏الآيات العجيبة.(تاريخ الهند, المجلدالثاني, ص318, والتنقيبات الآسيوية ". المجلد ‏الاول ص 259

الديانة المسيحية: " واسم المدينة التي هاجرإليها يسوع المسيح في مصر لما ترك ‏اليهودية هي المطرية، ويقال أنه عمل فيها آياتوقوات ‏عديدة " . ‏الرحلاتالمصرية لسفاري، ص136

الديانة الهندية: " كرشنة صلب ومات على الصليب ". الديانات القديمة كوينيو

الديانة المسيحية: " يسوع صلب ومات على صليب ". النصرانية المحرفة

الديانة الهندية: " وثقب جنب كرشنة بحربة ". دوان

الديانة المسيحية: " وثقب جنب يسوع بحربة ". دوان السابق,ص282

الديانة الهندية: " وقال:كرشنة للصياد الذي رماه بالنبلة وهو مصلوب اذهب ‏أيها الصياد محفوفا برحمتي إلىالسماء مسكن الآلهة ". كتاب فشنو برونا

الديانة المسيحية: " وقال يسوع لأحد اللصين الذين صلبامعه : الحق أقول لك ‏إنك اليوم تكون معي في الفردوس ". لوقا , الاصحاح23,عدد43

الديانة الهندية: " ومات كرشنة ثم قام بين الأموات " . دوان

الديانة المسيحية: " ومات يسوع ثمقام من بين الأموات " . إنجيل متى , الاصحاح 28

أسفار الأناجيل المسيحية مقتبسة من أسفار الديانة الهندوسية (الجزء الأول)

الأكيد أن الشعب اليهودي لم يعرف من قبل في معتقداته وعاداته ودينه شيئا  اسمه " التثليث" إلا بعد ظهور المسيحية، التي أخذ أتباعها بحكم التواصل مع كهنة الهنود هذه الفكرة ، كما أخذ المسلمون عنهم فكرة التصوف ووحدة الوجود والحلول، وهي متفرعة من هذا الجذر الأصيل. فالمعروف عن اليهود انهم كانوا يعبدون آلهة عدة ولم يستقر لهم اعتقاد لتوحيد الإله. غير أن فكرة التثليث كانت بمثابة صاعقة سقطت عليهم من السماء. والدلائل كلها تشير إلى أن الأسفار الموجودة في الأناجيل، معظمها موجودة في أسفار الديانة الهندوسية، وخاصة فيما يخص صفات إله الهندوس كرشنا، ويبدو أن أسفار الأناجيل أقتبسها المسيحيون من كتب الديانة الهندوسية بعد اختفاء تعاليم المسيح الحقيقية لأن الديانة الهندوسية كانت قد ظهرت في القرن الثامن قبل الميلاد.   

أشتهرت الديانة الهندوسية بأنها دين بدون إله، أو بدون مؤسس،  وتعاليمها مستوحاة من وحي الجن والشياطين. ولذلك يوجد في أسفارها أسماء كثيرة للشياطين والعفاريت بصفة الذكورة والأنوثة، وتوصف على أنها آلهة تتحكم في عوامل الطبيعة.

وبمقارنة بسيطة لنصوص الديانة النصرانية بنصوص الديانة الوثنية الهندوكية فقد نجد بينهما أوجه تشابه كثيرة في الأقوال والمعتقدات، علاوة عن أنهما يلتقيان في عقيدة الثالوث الإلهي، ( برهمة، فشنو، شيفا ) والنصارى ( الأب والابن والروح القدس). وكذلك إذا قارنا بين ما يقولونه الهنود عن إلههم كرشنا وما يقولونه النصارى عن اليسوع سنجد معظم الأسفار متطابقة لبعضها في الديانتين ومن أمثلة ذلك:

الديانة الهندية: " ولد كرشنا من العذراء ديفاكي التي اختاراها الله والدة لابنه كذا ‏بسبب طهارتها ".كتاب خرافات التوراة والإنجيل وما يماثلها من الديانات الأخرى. لدوان .

الديانة المسيحية: " ولد يسوع من العذراء مريم التي اختارها الله والدة لابنه بسبب ‏طهارتها وعفتها " . انجيل مريم الاصحاح السابع.

الديانة الهندية: " قد مجد الملائكة ديفاكي والدة كرشنا بن الله وقالوا : يحق للكون ان ‏يفاخر بابن هذه الطاهرة ". كتاب تاريخ الهند.

الديانة المسيحية: " فدخل إليها الملاك وقال سلام لك أيها المنعم عليها الرب معك ". لوقا الإصحاح الثالث.

الديانة الهندية: " عرف الناس ولادة كرشنا من نجمه الذي ظهر في السماء ".  "تاريخ الهند , المجلد الثاني.

الديانة المسيحية: " لما ولد يسوع ظهر نجمه في المشرق وبواسطة ظهورنجمة عرف ‏الناس محل ولادته ". متى الإصحاح الثاني , العدد 3.

الديانة الهندية: " لما ولد كرشنا سبحت الأرض وأنارها القمر بنوره وترنمت الأرواح ‏وهامت ملائكة السماء فرحا وطربا ورتل السحاب بأنغام مطربة " . كتاب فشنوا بورانا.  

الديانة المسيحية: " لما ولد يسوع المسيح رتل الملائكة فرحا وسوروا وظهر من ‏السحاب أنغام مطربة ". لوقا الاصحاح الثاني العدد 13.

الديانة الهندية: " كان كرشنا من سلالة ملوكانية ولكنه ولد في غاربحال الذل ‏والفقر ". كتاب دوان .

الديانة المسيحية: " كان يسوع المسيح من سلالة ملوكانية ويدعونه ملك اليهود ‏ولكنه ولد في حالة الذل والفقر بغار ". كتاب دوان.

الديانة الهندية: " وعرفت البقرة أن كرشنا إله وسجدت له ". دوان

الديانة المسيحية: " وعرف الرعاة يسوع وسجدوا له ". إنجيل لوقا الاصحاح الثاني عدد 8

الديانة الهندية: " وآمن الناس بكرشنا واعترفوا بلاهوته وقدموا له هدايا من ‏صندل وطيب ".  الديانات الشرقية.

الديانة المسيحية: " وآمن الناس بيسوع المسيح وقالوا بلاهوته وأعطوه هدايا من ‏طيب ومر ". متى الاصحاح الثاني العدد 2

  عبد الفتاح ب. 

الأناجيل تشهد على نفسها بالتحريف



بعد اختفاء الإنجيل الصحيح الذي دونت فيه أقوال السيد المسيح أخذ كل من استطاع الكتابة من المسيحيين أن يؤلف إنجيلا لنفسه ويجمع فيه الروايات المتداولة بين الناس حتى وصل عدد الأناجيل المؤلفة إلى أربعة وسبعين إنجيلا، وقيل في بعض الروايات أنها وصلت إلى مائة، ويدعي كل مؤلف أن أنجيله هو الأصح.

غير أن الكنيسة رفضت في القرن الرابع ميلادي بمجمع " نيقية " سنة 325م هذا العدد من الأناجيل والكتب التي نسبت بعضها إلى السيد المسيح، ونسبت بعضها الآخر إلى السيدة مريم والحواريين، مثل إنجيل بوطرس وانجيل اندرياه وانجيل يعقوب وإنجيل المصريين والإنجيليين الأربعة: ( يوحنا،مرقس،متى ولوقا  ) وأبقت إلا على الأربعة الأخيرة، رغم أنها من تأليف كبار الحواريين دون أن تقدم مبررا مقنعا لسبب إخفائها.

لحد الآن لا يعرف السر الذي جعل الكنيسة تختار الأناجيل الأربعة عن غيرها، وما زال إلى اليوم من يلقي بالائمة على الكنيسة باعتبارها ارتكبت خطأ كبيرا في اختيارها لبعض الكتب ورفضها للبعض الآخر وحرقه ومعاقبة كل من يوجد عنده نسخة من هذه الأناجيل.

وهكذا اختفت أو أحرقت معظم الأناجيل باستثناء الأربعة المعروفة ولم يسلم منها إلا إنجيل "برنابا " وإنجيل "الأغنسطي" وبعض قصاصات من إنجيل" مريم" وبعض شرائح من إنجيل " برثولماوس " وإنجيل " نيقوديموس " كما عثر على مقتطفات من إنجيل " بطرس " وكتاب أعمال "يوحنا " وإنجيل " الحقيقة " الذي اعتبره بعضهم مزورا بوكريفيا.

في الاصحاح الأول العدد 4 من إنجيل لوقا يؤكد وجود هذه الأناجيل وأن الكثير من أتباع السيد المسيح قاموا بتأليف الأناجيل: " إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا ،كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداما للكلمة،ورأيت أنا أيضا ... أن أكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفيلس،لتعرف صحة الكلام الذي علمت به ".

إذا أجرينا مقارنة بسيطة بين النسخ التي اعتمدتها الكنيسة البروتستانتية والكنيسة الكاثوليكية وجدنا أن بعض الأسفار الموجودة في أناجيل الكنيسة البروتستانتية غير موجودة في أناجيل الكنيسة الكاثوليكية، ولنأخذ على سبيل المثال.

إنجيل متى:

في النسخة البروتستانتية توجد هذه الفقرة: لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد.آمين ". 

في النسخة الكاثوليكية: هذا النص في النسخة غير موجود

في النسخة البروستانتية يوجد هذا النص: " فإن ابن الإنسان جاء لكي يخلص الهالكين".   في النسخة الكاثوليكية: غير موجود

في النشخة البروتستانتية يوجد هذه النص: " لكي يتم ما قيل بالنبي اقتسموا ثيابي بينهم

وعلى لباسي ألقوا قرعة"

في النسخة الكاثوليكية: غير موجود.

أنجيل مرقس:

النسخة البروتستانتية يوجد هذا النص: " من له أذنان للسمع فليسمع " الإصحاح 7 العدد 16

في النسخة الكاثوليكية: غير موجود.

في النسخة البروتستانتية يوجد هذا النص: " حيث دودهم لا يموت،ونارهم لا تطفأ " الإصحاح 9 العدد 44

في النسخة الكاثوليكية: غير موجود.

وهكذا فإن الكثير من الأسفار الموجودة في أناجيل الكنيسة البروتستانتية بعضها غير موجود في أناجيل الكنيسة الكاثوليكية.

وفقا لهذه الأدلة بات مؤكدا أن الأناجيل شهدت على نفسها بأنها تعرضت فعلا للتحريف والزيادة والنقصان. وإذا زعم المسيحيون أن إنجليهم غير محرف، قلنا : أين الإنجيل  الصحيح من بين هذه العشرات الأناجيل أو من بين الأربعة المعتمدة لديكم؟