بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 6 نوفمبر 2013

التنويم المغناطيسي وعمل العقل الباطن

التنويم المغناطيسي وعمل العقل الباطن

يرى ميرفي أن في حال فقدان وعي الشخص، وغياب أحاسيس الحواس الخمسة، فإن قوة العقل الباطن ستخلف كيان الجسم كله، ويؤدي وظائفه بشكل جيد، كما في حالة النوم والنعاس، وأغرب ما قاله بهذا الصدد أن العقل الباطن في إمكانه رؤية كل ما يقع خارج نطاق البصر، والقيام برحلات استكشافية بعيدة خارج الجسم لجلب معلومات تكون في غاية الأهمية، والذي يتأمل أقوال ميرفي وغيره، لا يجد في كلامهم قولا يستند إلى حقيقة من الحقائق الثابتة علميا أو تجريبيا يمكن اتخاذها كقاعدة للبحث أو الدراسة. فمثلا يذكرون في بعض أقوالهم: أن العقل الباطن لا يدرك الأشياء إلا عبر مرسلات العقل الواعي، وبدون هذه الإشارات والوسائط، لا يمكنه الحصول على شيء من المعلومات الخارجية، في حين يزعمون في بعض أقوالهم أنه بوسعه الخروج من البدن أثناء النوم، أوفي حالات أخرى، ومعايشة أحداث كل ما يقع تحت نطاق البصر في غياب الوعي، بل نجدهم يقولون: أنه يتمتع برؤية أبعد من ذلك. إذن، أين القاعدة الثابتة في أقوالهم المتناقضة؟ وكيف نعتبره عقلا باطنا، وفي ذات الوقت له من القدرة ما تجعله يعي الأحداث الخارجية ومشاهدتها بنفسه في غياب وعي الإنسان!!

ولنفرض أن أحدنا خرج عقله الباطن، وصار خارج الجسد أو ذهب إلى مكان بعيد لجلب معلومة من المعلومات كما يزعمون! فكيف يكون حال هذا الشخص الذي خرج عقله، وتركه بلا عقل ؟! بل كيف يمكن معرفة خروج العقل الباطن والحال الذي يكون فيه الإنسان بلا عقل ؟ إنها أسئلة موضوعية لا نجد لها أجوبة مقنعة لدى هؤلاء. ومما لا يستسيغه سليم العقل قولهم: أن العقل الباطن له قدرة كشف المجرمين من أمثال القتلة والمخربين والمطلوبين أمنيا!!

لكن، لعل الأدلة كثيرة في أرض الواقع تبطل أقوالهم، ومن ذلك كون الأجهزة الأمنية التي تستخدم العقل الباطن لديها قوائم بأسماء كثيرة لأشخاص مطلوبين أمنيا في العالم، وقد سخرت أموالا طائلة وجيوشا لا تنام أعينها، واستخدمت كل الإمكانات ذات الاستشعار عن بعد، وما وفرته لها التكنولوجيا الحديثة، ومنها هذا الذي يسمونه العقل الباطن، غير أنه لو كان صحيحا ما يزعمون لاكتشفوا مخابئ هؤلاء المطلوبين من قبل جيوش الغرب، ولو كان لهذا العقل الموهوم وجودا وقدرة الذهاب إلى السماء، أيعجزه أن يذهب إلى جبال مثل جبال (هندوكوش) للعثور على إنسان تتعقبه جيوش العالم من شرقها إلى غربها ؟!

إذن، فكيف يستطيع جلب معلومات من السماء، وقد عجز عن جلبها من مكان ما في الأرض؟ بل كيف عجز عن اكتشاف أماكن أشخاص سخرت أجهزة الاستخبارات العالمية كل إمكاناتها المادية ووضعت جهوزيتها العسكرية للعمل ليل نهار بغية قهر حركة طالبان والحصول على معلومات تقودهم للقبض على من أهانوا أمريكا في عقر دارها، رغم أنهم يتحركون بين منطقة وأخرى ويصدرون أوامرا لأتباعهم من حين إلى حين، ويخططون لتنفيذ عمليات تحدث يوميا في مناطق متفرقة. لم تجد أمريكا التي تعج عيادتها بنظريات العقل الباطن عقلا قادرا على اختراق جدار القاعدة حتى يستريحوا من هواجس قيادتها رغم أنها تعاونت معها جيوش الأطلسي بكاملها، علاوة عن دول إقليمية هي الأخرى قدمت كل أنواع الدعم في جميع المجالات للحصول على إشارة واحدة تدلهم على أماكن وجودهم، فضلا عن تسخيرهم لمخلوقات خفية لعلها هي كذلك تدلهم على شيء ما لتحديد تحركاتهم في سياق تعقب أي أثر لهم، وكل هذا باعتراف صحف غربية.

عبد الفتاح ب. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق