معظم الرؤساء في العالم يمكن أن يرتكبوا أخطاء مهنية في تسيير شؤون الدولة، ولكن الأمر لا يصل في الدول الديمقراطية التي تحترم نفسها، وتقدس رأي الشعب إلى الانقلاب على الرئيس الفائز، واعتقال كوادر الحزب، ومصادرة أمواله وممتلكاته، ومنعه من العمل السياسي، كما وقع في كل من الجزائر ومصر. فهناك فرقا كبيرا بين إقامة دولة مدنية تضمن حريات وحقوق الناس وصارمة في تطبيق القوانين، وبين دولة بوليسية دموية تصنع وحوشا لقتل البشر. من المؤسف أن بلدانا عربية نالت استقلالها قبل خمسين سنة، وتمتلك ثروات كثيرة ما زال شعبها يسكن بيوت الصفيح، ويعاني يوميا من عدم وجود الماء والكهرباء والوقود، ويقتات بعضهم من القمامات، ويذهب تلاميذ الأرياف إلى المدارس على ظهور الحمير. لأن الاقتصاد ينهض في بيئة سياسية واجتماعية واقتصادية سليمة، ولا يبنى في ظل نظام بوليسي طبعه نهب وسلب المال العام. عبد الفتاح بن عمار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق