من
أجل مصلحة إسرائيل أنشئت الجامعة العربية
الوجه
الأسود لجامعة الدول العربية
تأسست جامعة
الدول العربية في عام 1945، من سبعة دول شرق أوسطية هي: السعودية، مصر، سوريا، العراق، الأردن، لبنان، اليمن. وكانت بريطانيا هي صاحبة فكرة تأسيس جامعة للدول العربية، وطالبت من
الملك فاروق، وحزب الوفد باحتضانها، وأوصى الرئيس الأمريكي روزفلت الملك السعودي
ابن سعود باعتمادها، وهناك من يقول أن الفكرة كانت من إيحاء مجلس العلاقات
الخارجية، وهي مؤسسة ماسونية عالمية رفيعة المستوى، كان وزير الخارجية
البريطاني ( انتوني ايدن) عضوا فيها. وهو من بين الذين لعبوا دورا في إنشاء
جامعة الدول العربية، باعتبارها المفصل الذي من خلاله تستطيع الماسونية اليهودية التحكم
في قرارات العرب. ولما تم إنشاؤها كان ضابطا من الاستخبارات البريطانية (كلايتون ) يحضر اجتماعاتها بشكل دائم.
كما ذكرنا يعتبر
وزير خارجية بريطانيا (انتوني ايدين) هو صاحب فكرة انشاء جامعة للدول
العربية على أساس قومي، وهو مدبرها لأول مرة. فقد جاءت الفكرة بعد سنوات من نشر
الفكر القومي في ربوع البلدان العربية، من أجل أن لا تقوم للمسلمين قائمة مرة أخرى
بعد اسقاط الدولة العثمانية، ولما نضجت الفكرة سياسيا، اتبعوها بإنشاء جامعة للعرب
على هذا الأساس. وفي 29/5/1941 صدر بيان عن وزير الخارجية البريطاني معلنا تأييده
لقيام الجامعة وتقديم الدعم لأعضائها قائلا: " إن حكومة صاحب الجلالة من ناحيتها ستؤيد كل
التأييد أية خطة تلقى من العرب موافقة عامة ". وكان الهدف من الدعم البريطاني
هو تمزيق الوحدة الإسلامية، بشعارات وأفكار قومية، مما يساعد في الابتعاد عن الشعارات
الإسلامية. وبدعم بريطاني بدأت الشرارة القومية بالثورة التي أطلقها عميل بريطانيا
(شريف مكة) الحسين بن علي ضد الدولة العثمانية. ويؤكد هذا القول الضابط
البريطاني (لورنس) الذي يعتبر القائد الحقيقي لقيام الثورة في الحجاز، يقول في
تصريح له: " لقد كنت أؤمن بالحركة العربية إيمانا عميقا، وكنت واثقا قبل
أن أحضر إلى الحجاز أنها هي الفكرة التي ستمزق تركيا شذر مذر".
إن بث فكرة القومية في الدول العربية كانت صناعة بريطانية من أجل بناء
سياسة جديدة للشعوب الناطقة بالعربية، حيث نتجت من دون شك بعد تثبيتها في التفريق
بين المسلمين، ولذلك سارعت الدول الأوروبية فور قبولها واحتضانها من قبل بعض دول الشرق الأوسط إلى دعم الدول. ولولا بريطانيا والدول الأوروبية ما عرف المسلمون شيئا أسمه القومية، فبعد أن أصبحت عقيدة مزقت
الدول الإسلامية، وأصبحت شعارات فتنة وتحريض على الدولة العثمانية. وكانت بريطانيا
تعلم ما مدى قوة هذه العقيدة إذا ترسخت في نفوس المسلمين، واعتناقها ليس من شأنه خلق
الاستقرار والتفاهم بين شعوب المنطقة بقدر ما يؤدي إلى التطاحن والكراهية. كونها
غريزة تتعلق بحب البقاء، حيث تنموا بشكل كبير في المجتمعات المتخلفة والقبلية، ولا
تساعد أبدا في إيجاد ارتقاء فكري وثقافي، وتضيق من مساحة الحرية الفردية
والجماعية، ولا تقبل بفكرة الرأي الآخر. لأنها كما يقولون: رابطة بدائية من
التخلف، تخلق الاستبداد، ولا دور فيها لعمل العقل، ولا تحمل في ثناياها أنظمة
فكرية تطورية، ونتائج تبني هذا الفكر الغريب يبينه حال العرب اليوم، إذ أدى إلى
تفكيك منظومة المجتمعات وبث الخلافات والطائفية والعرقية.
من الأسباب التي دفعت الغرب إلى حث
العرب على تأسيس جامعة عربية قضية فلسطين، لأنهم وجدوا صعوبة في الاجتماع بكل قائد
عربي على انفراد والتقريب بين توجهاتهم السياسية، فكان لا بد من إنشاء هيئة تجمعهم
صوريا، وتوحدهم ظاهريا، ويصبح من السهولة بمكان السيطرة على أعضائها وكل قرار يصدر
عنها، وترتيب أمورها حسب ما يريد الغرب واليهود، وإفشال كل خطة من يفكر بوحدة
عربية حقيقية. وكذلك كان من ضمن أهداف الغرب من تأسيس الجامعة العربية إجبار القادة
العرب على القبول وتكريس معاهدتي (سايكس بيكو) و (سان ريمو)، وهي
معاهدتان دمرت بهما وحدة البلدان العربية.
وكان عبد الرحمن عزام الماسوني يرأس
الجمعية المصرية (أبو الهول) قبل اختياره أول رئيس للجامعة. وكان أطلقت اشاعات
كونه ذهب إلى بريطانيا لدراسة الطب، غير أنه ذهب لتلقي دروس العمالة لصالح
بريطانيا واليهود، ولم يلبث وقتا طويلا حتى إلى مصر لتنفيذ الخطط السرية التي ذهب
من أجلها إلى بريطانيا، ومن ثم أصبح المتآمر الأول على القضية الفلسطينية، ولذلك
مدحته المخابرات الأمريكية على دوره السلبي تجاه حرب 1948.
ونظرا للدور الذي كان يقوم به عبد
الرحمن عزام لصالح اليهود اجتمع في 16/9/1947 سرا في لندن بــ (ديفيد هورتز، وابا
ايبان) من ممثلي الوكالة اليهودية. ويعتقد أن الاجتماع دار حول انشاء دولة
يهودية في فلسطين وأفضى إلى تسهيل الجامعة العربية لهذا الأمر. وقبل بداية الحرب شكلت
جامعة الدول العربية جيشا اطلقت عليه اسم ( جيش الانقاذ) ليخدعوا به الفلسطينيين،
وقد تبين بعد تأسيسه أنه أنشئ لإنقاذ إسرائيل، لأنه لو لم يكن لصالح إسرائيل لما
سمحت سلطة الانتداب البريطاني وقتها بتسليحه، والسماح له بالدخول إلى الأراضي الفلسطينية،
فقد كانت بريطانيا لا تسمح للفلسطينيين باستخدام السكاكين، فكيف سمحت بتسليح هذا الجيش
لو لم يكن يخدم المصالح اليهودية؟!!
وأول عمل قام به هذا الجيش هو سحب
الأسلحة من الفلسطينيين حتى يتمكن اليهود من اكتساح مزيد من الأراضي، قامت الجامعة
بحل منظمتهم العسكرية. ومن أهم الأهداف التي شكل من أجلها جيش الانقاذ مواجهة
الأمير عبد الله، في حالة ما إذا أراد تطبيق مشروعه الرامي إلى تأسيس سوريا الكبرى
بضم النصف العربي من أرض فلسطين، ويبقى النصف الآخر لليهود. وكانت خطط الجامعة
العربية تهدف إلى جعل دور جيش الانقاذ صوريا، ومتآمرا على الفلسطينيين. وفي هذا
الصدد قال جميل مردم رئيس وزراء سوريا، ورئيس لجنة فلسطين في الجامعة: " اذا
فشل جيش الانقاذ، فان مسؤولية الفشل ستقع على الفلسطينيين وليس على الأنظمة
العربية وجيوشها ".
يقول عادل ارسلان: " إن أكثر أفراد
جيش الانقاذ كانوا من الدروز والشركس والإسماعيليين ". وأن الذي سلم القدس
للصهاينة كان كرديا وقائدا للجيش الإنقاذ يسمى (فوزي القاوقجي)، وهو متزوج
بألمانية، وعندما كان في ألمانيا دارت
حوله الشبهات فسجنته الحكومة الألمانية وزوجته لمدة شهر، ومنحه الأمير عبد الله بن الحسين درجة الباشوية. وقد وقعت حوادث
مؤلمة من قبل جيش الانقاذ ضد الفلسطينيين، وكان قادته يلصقون بالشعب الفلسطيني
والمقاتلين العرب تهمة الخيانة والتجسس لإيجاد مبرر نزع الثقة منه. وفي 1-4-1948
اجتمع القاوقجي سرا بـ (جوش بالمون) أول رئيس لجهاز الموساد داخل فلسطين
المحتلة، بهدف التخطيط لعمليات ضد
الفلسطينيين. وكان يتعاون مع اليهود ضد الفلسطينيين، ويعلن عبر بيانات كاذبة عن
انتصارات وهمية ضد اليهود. ومنها أنه أعلن دخول جشيه مدينة يافا وضرب تل أبيب
وأوقع فيها خسائر بشارية، وهو ما لم يحصل على الإطلاق. هذا اللقاء تم بينه وبين
رئيس جهاز الموساد قبل ثلاثة أيام من عملية (نهشون) التي دامت من 4 ـ 15/4/1948،
ثم تآمر بعدها على الفلسطينيين بنزع أسلحتهم، وقتل بعض قادة الجهاد، وأدت المؤامرة
بين القاوقجي والصهاينة إلى مذبحة دين ياسين، وتسليمه القدس.
وكانت توجد في الرملة قواعد لجيش
الشيخ حسن سلامة، وكتيبة تابعة لجيش الانقاذ، ولما بدأ الصهاينة بضرب قواعد جيش الشيخ حسن سلامة التابعة للجهاد
المقدس، تلقت كتيبة جيش الانقاذ تعليمات من القاوقجي بعدم التدخل في المعركة.
وعندما حاول (عبد القادر الحسيني) الحصول على أسلحة لدعم المجاهدين في فلسطين،
حاولت السلطات المصرية مصادرتها ومنعه من إدخالها إلى فلسطين. وعندما حاول في
لبنان شراء أسلحة للمجاهدين من مكتب بيروت تدخل رجال الجامعة العربية لدى المكتب
لمنعه من الحصول على الأسلحة. واستخدمت الجامعة العربية كل امكاناتها لمنع وصول
الأسلحة إلى الفلسطينيين. ومنها أن بعض الخيرين تبرعوا بثمن صفقة أسلحة لصالح
الشعب الفلسطيني، فقامت الجامعة العربية بشرائها عبر سوريا ثم سلمتها للصهاينة في
ظروف غامضة.
وقد عينت الجامعة العربية جنرالا
عراقيا يسمى (اسماعيل صفوت) قائدا لجيش الانقاذ، وكان يقول للفلسطينيين
الذين طلبوا منه المساعدة: " دعوا يافا وحيفا وعكا وصفد والقدس والناصرة
تسقط، لأن ليس لها أهمية استراتيجية، ونستطيع استعادتها متى شئنا ". ثم أن
هذه المدن سقطت أمام أعين هذا الجيش العميل لليهود دون مقاومة، ولم تكن لهم نية
استردادها.
وبعد أن رفض القاوقجي مساعدة عبد
القادر الحسيني سافر هذا الأخير إلى دمشق في 3-4-1948، من أجل الحصول على أسلحة لمقاتليه،
من مندوبي جيش الانقاذ، لتحرير القدس وغيرها من المدن المحتلة. وبعد أن شرح خطته لقادة
جيش الانقاذ التابع للجامعة العربية لاستعادة الأرض، قال لهم: " إنني أهدف إلى
القضاء على القوات اليهودية في منطقة القدس، والاستيلاء على المدينة الجديدة،
وتطهيرها، وبعد ذلك أتحول بقوات المجاهدين الى يافا وحيفا للدفاع عنهما وانقاذهما،
ولكن يجب أن نعمل الآن، وقبل انتهاء الانتداب البريطاني في 15 أيار 1948 م، وإني أطلب
سلاحا وعتادا، وقد رأيت مخازن اللجنة العسكرية المليئة بالعتاد والأسلحة، فإذا
اعطيتم اليوم ما أطلبه من السلاح والعتاد، فإنني قادر على تحقيق أهدافي.. إنني
واثق من نفسي ومن إخواني المجاهدين، إن الموقف لا يزال حتى هذه الساعة في أيدينا،
فلا تدعوه يفلت منا، فإذا قدمتم ما أطلبه وهو في استطاعتكم كسبنا المعركة، وليتفضل
القائد العام اسماعيل صفوت باشا لجيش الإنقاذ ليقود المعركة بنفسه، فيرى من المجاهدين
ما يثلج الصدور.. وإذا فشلت في مهمتي فإن دمي محلل لكم، ولكم أن تشنقوني أو
تقتلوني رميا بالرصاص في أوسع ميادين الشام ".
وبما أن هؤلاء كانوا عملاء لليهود
جعلوا يسخرون منه، ولما رأى منهم هذا التصرف المشين استشاط غضبا وقال لهم: " إنكم
تخونون فلسطين، وتريدون قتلنا وذبحنا ". وقال له طه الهاشمي، المفتش
العام للجيش ومسئول التدريب: " لماذا كل هذا الاهتمام بالقدس يا عبد
القادر؟ إنها لا تستحقه ! ولو كانت القدس ميناء على البحر، لاستحقت الاهتمام،
وقمنا بمساعدتك ".!! لما سمع عبد القادر الحسيني هذا الكلام من مفتش
الجيش انعقد لسانه، ولم يصدق ما سمعه. وقبل أن يستفيق من ذهوله وهول ما سمع، فإذا
بأحد قادة جيش الانقاذ يقول: " يا عبد القادر يظهر أنكم تخافون من اليهود،
ولذلك فإنكم تقدرون قواتهم أكثر من اللازم، ونحن نعرف الحقائق أكثر منكم، ولدينا
من القوات ما نستطيع معها القضاء على اليهود، أعني دعهم يحتلون القدس وحيفا ويافا،
فإننا سنسترجعها حالا ". فرد عليه عبد القادر قائلا: " إنكم حرمتمونا من
أية مساعدة، وهل تبخلون علينا ببضعة رشاشات وبعض الأسلحة الحديثة، التي أعرف أنها مكدسة في مخازن
المزة ". فرد عليه هذا القائد بقوله: " ولكن هذه الأسلحة تخص جيش الإنقاذ
". فرد عليه عبد القادر بغضب: " ولكن أين جيش الإنقاذ، وهل اشترك في أية
معركة حتى الآن ؟ نحن نريد واحدا بالمائة من الأسلحة التي تقدمونها لهذا الجيش ".
وفي جلسة للجنة العسكرية عقدت بتاريخ 4-4-1948 عندما اجتمع عبد الرحمن عزام رئيس الجامعة العربية مع عبدالقادر الحسيني، قال طه الهاشمي لعبد القادر: " يا أهل فلسطين، لا شغل لكم إلا طلب السلاح، وليس لدي سلاح هل أخلقه من الهواء ؟ فرد عليه عبد القادر: " لازم تعيرنا إن طلبنا سلاحا، نحن ندافع عن فلسطين وعن البلاد العربية. إن السلاح الذي لديكم جمع باسم فلسطين فازداد الهاشمي تهكما، وراح يقوم بأعمال بهلوانية ... فرد عليه عبد القادر قائلا: أنتم تريدون ضياعنا. وأين ذهبتم بالثمانمائة بندقية؟ وبالمائة والعشرين رشاشا؟ تلك التي تبرع بها اخواننا اللبنانيون والتي اشترطوا تسليمها لي ولأخي حسن سلامة؟ إن مخازن اللجنة العسكرية ملآنة بأنواع الاسلحة رأيتها بعيني هذا الصباح. ففوجئ الموجودون لدى سماعهم هذه الحقيقة على لسان عبدالقادر، والتي أرادوا لها ان تكون سرا لديهم فقط.. فرد عليه طه الهاشمي: صحيح، ولكن هذا السلاح يلزمني لأفواج جديدة سنؤلفها قريبا ".
وأتهم عبد القادر صراحة قادة
الجامعة أنهم متواطئون مع الصهاينة لاحتلال فلسطين في كلمة ألقاها أمام هؤلاء:
" إن التاريخ سيتهمكم بإضاعة فلسطين، أنتم ومن يقفون وراءكم، وهل المدافع
لتطويق مزابل جبع يا باشا؟ لقد أضعتم بلادنا، أنتم المسؤولون عما سيحل بنا من دمار
أيها الخارجون المتآمرون.. سأحتل القسطل وأموت أنا وكل جنودي، وسيسجل التاريخ، وسيشهد
العالم أنكم أنتم المجرمون الخونة الذين أضعتم البلاد ".
وكانت بيده خريطة فلسطين أراد أن يشرح
لهم فيها خطة تحرير المناطق التي احتلها اليهود، فرماها على وجوههم وخرج من غرفة
الاجتماع متوجها إلى مخازن الأسلحة، فرأى بعينه وجود مئات الرشاشات والبنادق
والمتفجرات مكدسة في المخازن. بعد الشك الذي راوده حول عمالة قادة الجامعة العربية
لليهود، تأكد أخيرا أنهم يعملون وفقا لخطة تسهيل الطريق لاحتلال فلسطين من قبل
اليهود. ألتفت عبد القادر نحو رفاقه وقال لهم: " أما أنا فإني ذاهب إلى القسطل، لأموت هناك قبل
أن أرى ثمرة التقصير ونتائج التواطؤ، سأعود إلى القسطل وسأسترجعها من اليهود مهما
كلف الثمن، وسأموت هناك، وليسقط دمي على رأس عبد الرحمن عزام، وطه الهاشمي،
واسماعيل صفوتن الذين يريدون تسليمنا لأعدائنا كي يذبحونا ذبح النعاج ".
ومن القسطل بعث عبد القادر الحسيني بمذكرة إلى عبد الرحمن عزام جاء فيها: " إني أحملكم المسؤولية بعد أن تركتم
جنودي في أوج انتصاراتهم بدون عون أو سلاح ".
تقول روايات عدة أن
القاوقجي قائد جيش الإنقاذ أخبر اليهود بنوايا عبد القادر الحسيني، وبأنه تنقصه
الأسلحة والذخائر، واعطى لهم تفاصيل خطته لاسترجاع القسطل. ولكن براعة المجاهد عبد
القادر جعلته يصنع بعض المتفجرات، شديدة الانفجار، واستطاع باستخدامها ضد الأهداف
اليهودية تدمير بعض الأماكن الاستراتيجية تدميرا دقيقا، حتى أنهم نسبوا هذه
العمليات إلى الألمان واليوغوسلاف، ولذلك فإن اليهود والإنكليز عرضوا مبالغ كبيرة
لمن يكشف لهم عن سر الخلطة الكيماوية التي استخدمها عبد القادر في التفجيرات.
قال د. مصطفى السباعي: " إن
جيش الإنقاذ التابع للجامعة العربية كان مهمته تحطيم منظمة (الجهاد المقدس ) التي
انخرط فيها شباب فلسطين، وأبدوا من البطولات ما سجله له التاريخ بإعجاب وإكبار...وأن
جيش الإنقاذ لم يخض معركة واحدة في فلسطين. وإنه لم يكن الا تسكينا لشعور العرب
الهائج في كل مكان ".
والذي يدرس ما حققته هذه الجامعة المصطنعة حول دورها في تطوير العمل المشترك في مختلف المجالات الاجتماعية والتربوية والاقتصادية والوحدة وفض النزاعات والتعاون... ينتهي إلى نتيجة مفادها أنها أنشئت خصيصا لإبقاء العرب أمة متأخرة، فالاتحاد الإفريقي الذي يضم دولا فقيرة ومتأخرة له مواقف مشرفة أكثر من جامعة الكذب والتزوير والعمالة. ولو قارنا الاتحاد الأوروبي الذي تأسس في العقود الأخيرة، بالجامعة التي أنشئت في الأربعينات لوجدنا أن الاتحاد الأوروبي قد حقق انجازات ضخمة في ظرف قصير، وأصبح المواطن الأوروبي يشعر بإنجازات الاتحاد من خلال حصوله على حقه في انتخاب برلمان أوروبي، وحق السفر من دون تأشيرة، والإقامة في أي دولة أوروبية، والعملة الموحدة، والسوق الأوروبية المشتركة. أما في الحالة العربية فيبدو واضحا أنها خاضعة لإملاءات الدول الكبرى ولإسرائيل، وأن القيمون عليها يخدمون المصالح الأجنبية ولا علاقة لهم بمصالح المواطن.
عبد الفتاح بن عمار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق