بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 26 سبتمبر 2013

شرعية السلطة في الدول الديمقراطية

في المجتمعات الديمقراطية، ومنها على الخصوص الأوروبية، يقوم بناء شرعية السلطة بالأساس على اختيارات الشعوب، وليس على الزيف الانتخابي وقوة العسكر. فالجيش في البلاد العربية المتخلفة أصبح عقبة كبيرة أمام أي إصلاح أو مشروع ديمقراطي حقيقي يصنعه الشعب بنفسه، بل أصبح يضطلع بعمل إطالة عمر الأنظمة المستبدة التي صادرت إرادة الشعوب وقمعت القوى السياسية التي يختارها لقيادته. ولكن بناء جبهة مشتركة تضم قوى سياسية ومنظمات اجتماعية فاعلة تساعد بشكل كبير وضع الجيش أمام الأمر الواقع حيث لا يجد خيارا إلا خيار الانسحاب من الحياة السياسية نهائيا، والتخلي عن دعم المستبدين أعداء الديمقراطية، وليس التحكم فيه بقوة سياسية أخرى من جديد. وهذا الجهد يحتاج إلى إرادة قوية، وشجاعة سياسية، واستعدادات للتضحية لمواجهة كل الاحتمالات لدى الشعب المتطلع لنيل الحرية. لأنه ثبت تاريخيا أن الحكام المستبدين يستخدمون كل الحيل ووسائل الاضطهاد والقمع لتبقى الشعوب مستعبدة موهونة الإرادة ومكسورة العزيمة، لا تسطيع افتكاك حريتها من مخالب الطغاة الظالمين، وهو ثمن لا يتحقق إلا عندما يأثر الشعب الحرية على الحياة. عبد الفتاح بن عمار

  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق